أكدت، أمس، السلطات الفرنسية، على لسان الناطق الرسمي لوزارة خارجيتها، تمسكها بمواصلة مكافحتها الإرهاب ومشاركتها في الجبهة العالمية لمواجهة هذه الآفة التي أصبحت تشكل تهديدا عالميا يمس كل الدول دون أخرى، وأن عزم باريس مواصلة مكافحة الإرهاب يدخل ضمن استراتيجية حماية مصالح فرنسا وأمن رعاياها، ويبقى الحذر مطلوبا وضرورة أولوية في التعاطي مع التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة، بما فيها العمليات والبيانات التي يصدرها من حين لآخر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي• من جهتها أعلنت أمس رئيسة مركز ''تروريسك'' الفرنسي المختص في تحليل الأخطار المسلحة ''آن جوديتشيلي'' أن باريس تتحمل كامل مسؤوليتها إزاء ما قد يحدث من أعمال إجرامية ترتكب ضد مصالح فرنسا ورعاياها عبر مختلف الأماكن في العالم، وأن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي كان يبحث عن الحجج التي تفسح له الطريق للقيام بذلك بعد أن عجز عن الظهور في الساحة• وأضافت الخبيرة في شؤون الجماعات المسلحة ''آن جوديتشيلي'' في تعليقها على بيان تنظيم دروكدال، الذي يتوعد فرنسا بضرب مصالحها بعدما أبدت عزمها سن قانون يمنع النقاب، أنه يجب اتخاذ تهديدات القاعدة في المغرب الإسلامي محمل الجد، ولا يجب الاستهانة به، باعتبار أن تهديداتها السابقة كانت لأسباب جانبية وغير مقنعة، غير أن الساسة الفرنسيين هذه المرة قدموا الأسباب التي تجعل تهديدات العناصر الإرهابية تأخذ منحى الجدية، وهو ما كانت تبحث عنه منذ مدة لتنفيذ أعمالها الإرهابية، تقول الخبيرة• ونفت المتحدثة، في تصريحها لشبكة ''إسلام أون لاين''، امتلاك تنظيم دروكدال القدرة على القيام بأعمال إرهابية فوق التراب الفرنسي، غير أن استهدافه للرعايا الفرنسيين وتعريض حياتهم للخطر في عدة مناطق يبقى الهدف الأساسي من وراء تهديده، مستعينا بالتنظيمات المسلحة التي تتعاطف معه والتابعة له، وهو ما قد يحدث ما أسمته كوارث ضد فرنسا، بعد أن أصبح قتل الرهينة البريطاني ''ادوين داير'' ورقة ضغط تعبر من خلالها، وفي كل مناسبة عن صدق تهديداتها إزاء الأجانب• وحذرت رئيسة المركز المتخصص في الأخطار المسلحة للجماعات الإرهابية، من اتخاذ تنظيم دروكدال للجاليات المغاربية بصفة خاصة والإسلامية عامة الموجودة في فرنسا وسيلة لتنفيذ اعتداءات إرهابية، التي تسهل عملية السيطرة عليها بالفكر التكفيري والانتقامي، مشيرة في السياق ذاته إلى أن أي متعاطف مع هذا التنظيم يمكنه استهداف الفرنسيين وفي أي مكان من العالم، وقالت آن ''التصرفات غير المحسوبة لبعض السياسيين الفرنسيين التي أصبحت تثير المتشددين وتفتح أبواب تهديداتهم ضد المصالح الفرنسية والرعايا للقيام بأعمال إجرامية، قد تكلف الدولة الفرنسية كوارث وخسائر، وإن ما حدث في الدنمارك في وقت سابق، وما حدث في فرنسا ذاتها مع قضية الحجاب، لم تأخذه باريس بعين الاعتبار، ولم يتعظ ساسة فرنسا من انعكاسات ذلك''، تضيف الخبيرة• وجاء تعليق خبيرة الإرهاب الفرنسية عقب إصدار تنظيم القاعدة لبيان هدد فيه بضرب المصالح الفرنسية بعد اعتزام مجموعة نواب فرنسيين تقديم قانون يمنع النقاب والبرقع في الشوارع الفرنسية ومباركة الرئيس الفرنسي للفكرة في قوله ''إن النقاب غير مرحب به في فرنسا''، وقال البيان الذي حمل عنوان'' فرنسا أم الخبائث'' إن فرنسا باستفزازاتها بمنع البرقع تفتح أبواب الانتقام من مصالحها بكل الوسائل والطرق•