أعلن قياديون سابقون في تجمع التوارق عزمهم المشاركة مع القوات المالية في التصدي للتهديد الذي أصبح يشكله تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في شمال مالي ومنطقة الساحل عامة، وأن إدماجهم ضمن وحدات خاصة في القوات الأمنية يعد عاملا مشجعا للحكومة المالية وسكان المنطقة من التوارق، باعتبارهم أداة تحرك في الصحراء الكبرى، التي أصبحت هاجسا في تعقب العناصر الإرهابية والمسلحين من المهربين لصعوبة مقاومة مناخ المنطقة وشساعتها التي تتطلب عناصر مختصة في المعرفة الكاملة لخبايا المنطقة وتقفي آثار الإرهابيين• وذكرت مصادر رسمية في ختام اجتماع خصص لإطلاق عملية السلام بين الحكومة والمتمردين السابقين بقيادة السفير الجزائري بمالي ''عبد الكريم غريب'' أن متمردي الطوارق السابقين في مالي سيشاركون في التصدي لتنظيم القاعدة في شمال البلاد، بعدما توصلت الأطراف المجتمعة لأول مرة بباماكو أول أمس، إلى إجماع حول مختلف النقاط التي طرحت على طاولة المحادثات، ''المجتمعون أشادوا بالتزام عناصر تحالف الطوارق السابقين بالعمل مع الحكومة المالية للتصدي للتهديد الجديد الذي يشكله الإرهاب في المنطقة''، ما أحدث جوا من الهدوء في شمال مالي، بعد أن عرفت توترات حادة استغلتها العناصر الإرهابية لتصعيد الأعمال الإرهابية والإجرامية والاختطافات والتهريب، مما سيسمح بمواجهة تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتصدي لعناصره من موقع قوة• وقرر المشاركون في الاجتماع الإسراع في بداية تنفيذ ما جاء به الاتفاق، من خلال تفعيل الوحدات الخاصة التي هي عبارة عن قوات مؤلفة من متمردي الطوارق السابقين باعتبارهم يملكون دراية واسعة بالمنطقة أفضل من سواهم، وعناصر من القوات الحكومية لمالي، مما يدفع إلى تأمين صحراء الساحل بشكل واسع، خاصة مع مشاركة دول المنطقة التي أبدت استعدادها لمحاربة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي• ومن جهة أخرى اتفق المجتمعون على ضرورة دفع عجلة تنمية المنطقة على جميع المستويات والفئات، خاصة الشباب، من خلال عملية دمج اجتماعية اقتصادية لسكان المنطقة، ورصد مبلغ مالي أولي بقيمة 105 مليون أورو، تقدمت به الجزائر ومالي، للتعجيل بالمشروع وإعلان بدايته نهاية شهر جويلية الحالي، وتوجيه نداء في السياق ذاته للمجموعة الدولية للمشاركة في تنمية وتطوير شمال مالي، حسب ما جاء في البيان الاختتامي، وذلك لقطع الطريق أمام عصابات التهريب وتجارة المخدرات، وصد أية محاولة لتجنيدهم ضمن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت تتخذ من البؤس والفقر مستنقعا تصطاد فيه عناصر جديدة من فئة الشباب التي تعاني من البطالة، وتجنيدها لعمليات إرهابية وتزرع فيه فكر التكفير والانتقام الأعمى•