دخلت مالي والمتمردون التوارق في الشمال منذ أول أمس السبت في مفاوضات بوساطة جزائرية على قاعدة مرجعية اتفاقية الجزائر، ويرتقب أن يتوصل الطرفان المتنازعان إلى هدنة لوضع حد للمعارك الشرسة الدائرة منذ أيام بين الجيش المالي والمتمردين التوارق بقيادة إبراهيم أغ باهنغا قائد حركة الشمال من أجل التغيير. نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مالي رسمي أن وفدا ماليا يقوده وزير إدارة الأراضي الجنرال كافوغونا كونيه وصل السبت إلى الجزائر العاصمة لاستئناف عملية السلام مع التوارق في شمال مالي. وأضاف نفس المصدر من الوفد المالي "وصلنا يوم السبت إلى الجزائر العاصمة لاستئناف عملية السلام بعد انتهاك اتفاقات السلام من قبل المتمردين الماليين أي "التوارق" الذين نسب إليهم عدد كبير الهجمات مؤخرا على الجيش المالي، وأوضح في نفس السياق بأن انطلاق المحادثات كان في نفس اليوم أي أول أمس السبت. وبحسب ذات المصدر فان ممثلي "المتمردين التوارق" كان موجود بالجزائر العاصمة قبل وصول الوفد الممثل لحكومة باماكو، ودخل المفاوضات ممثلا لكل الفصائل الترقية في تحالف واحد وسوف يتحدثون بصوت واحد، وأشار مصدر مقرب من اللقاء أن الوسطاء الجزائريين سيجرون عدة لقاءات مع الوفد الرسمي الذي قدم من باماكو. و أكد مسؤول من لجنة المتابعة لاتفاقات الجزائر التي وقعت في جويلية 2006 لعودة السلام إلى شمال مالي، لوكالة الأنباء الفرنسية "بعد توضيح الأشياء سوف نعمل على جمع المتمردين (التوارق) والوفد الرسمي المالي". ، وتتألف هذه اللجنة من ممثلين عن الجزائر والحكومة المالية ومتمردي التوارق،. وقال مصدر أخر في لجنة المتابعة أن "الوسيط أعلن بوضوح أن اتفاق الجزائر ما زال يشكل أساسا للمحادثات". عودة المفاوضات بين التوارق وسلطات باماكو تأتي بعد الدعوات التي وجهتها مالي للجزائر للاستئناف الوساطة، والرغبة التي أبداها صراحة تحالف شمال مالي من أجل التغيير بقيادة باهنغا من أجل أن تلعب الجزائر دورا مهما في نزع فتيل التوتر، خاصة بعد فشل كل محاولات الوساطة التي قامت بها ليبيا بين الطرفين المتنازعين وعودة التوتر إلى أوجه بين الجيش المالي التوارق في الشمال وسقوط عدد كبير من القتلى من الجانبين. للإشارة فإن المتمردين التوارق بقيادة إبراهيم أغ باهنغا يحتجزون العشرات من جنود الجيش المالي الذين تم أسرهم خلال المعارك الأخيرة، وتقول باماكو من جهتها أن لديها عددا من الأسرى من المتمردين التوارق، ويرتقب أن تفضي محادثات الجزائر المتواصلة إلى توقيع هدنة بين الطرفين المتنازعين لوقف المعارك الشرسة الدائرة بينهما والتي تسببت في مأساة إنسانية خاصة بعد نزوح المئات من المدنيين التوارق الفارين من جحيم الحرب نحو بوركينا فاسو والجزائر، ووصفت جمعيات إنسانية أوضاعهم بالجد خطيرة. ويتوقع متتبعون لملف النزاع بين توارق مالي وحكومة باماكو أن تحرز المحادثات الأخيرة التي تجري بالجزائر تقدما في إعادة الاستقرار المفقود منذ مدة إلى المنطقة المتاخمة للحدود الجنوبية للجزائر، خاصة وأن هناك التزام من الطرفين المتنازعين على أن تتركز أي مفاوضات على مرجعية اتفاقية الجزائر التي تم التوقيع عليها في جويلية 2006. وبالتزامن مع الوضع المتوتر في شمال مالي عادت المواجهات العسكرية إلى أشدها بين جيش النيجر والمتمردين التوارق في شمال البلاد، وتباينت التصريحات بين حكومة نيامي وحركة النيجر من أجل التغيير حول حصيلة المواجهات الخيرة التي قتل فيها نائب رئيس حركة التوارق محمد الشريف في المعارك التي وقعت بين الخميس المنصرم بين الجيش النيجيري والمتمردين التوارق في تازرزيت بمنطقة أجاديز شمالي البلاد.