وقد جرّنا ذلك إلى إلقاء الضوء على المخاطر التي أصبحت تشكّلها مواكب الأعراس، فلا يكاد يمر موكب إلا وشكّل مروره تخوف المواطن الطارفي، لما أصبحت تعرفه هذه الأخيرة من حوادث مؤلمة أدّت في أغلبها إلى هلاك أرواح بشرية وتحويل أفراح عائلات بأكلمها إلى مآتم حقيقية• أكثر ما يطبع الأعراس الجزائرية ويميزها هو إظهار الفرحة في كل شيء إلى درجة الخطر، فخلال الأعراس يسمح الأولياء لأبنائهم بقيادة السيارات بطرق استعراضية وجنونية إلى حد بعيد، حيث يقوم الشباب وأغلبهم مراهقون بالسياقة بسرعة مفرطة والاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، ما قد يتسبب في عدة حوادث قاتلة كان آخرها في منطقة القوس ببلدية بن مهيدي، حيث توفى ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة• إضافة إلى كل هذه الأخطار، تتبع فرقة ''الزرنة'' كل موكب في الأعراس بالمنطقة، ويبعث إيقاعها النشوة في نفوس الشباب، حيث يتسابقون بسياراتهم ويرقصون على أنغامها، ولعل أخطر شيء هو خروج الشباب من نوافذ السيارات للرقص وحتى السيارة التي تحمل المصور تشكّل أكبر خطر يهدّد السيارات المشاركة في الموكب والسيارات الأخرى القادمة في الاتجاه المعاكس• كما يستعمل البارود بشكل عشوائي خاصة في المناطق الريفية• وقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة الكثير من حوادث إطلاق النار الخاطئة التي أدت الى وفاة مدعوين خلال الأعراس• ولم تكف مواكب النهار الشباب فاستحدثوا لأنفسهم مواكب ليلية لإيصال العروسين إلى الفنادق، أو التنزه بهما في المدينة، وما يشكله ذلك من خطر وإزعاج•