انتقد رئيس مؤسسة الأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، طريقة تناول بعض المؤرخين الجزائريين الأحداث، وقال إنهم لا يفرقون بين الإجماع بين السياق التاريخي والسياق الفلسفي، ويعجزون في كثير من الأحيان عن فهم الظاهرة التاريخية والربط المنهجي بين عناصرها، ما ينعكس في النهاية على نوعية المعلومة في حد ذاتها• وأبرز عبد المجيد شيخي في الكلمة التي ألقاها بمناسبة انعقاد ندوة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمجاهد، نظمتها يومية ''المجاهد''، أن المؤرخين الجزائريين مطالبون بالتجرد من الذاتية، لأن العمل الذي يقومون به هو عمل أكاديمي• وأضاف أن المؤرخين يكتفون بدراسة الأحداث التاريخية، خاصة المتعلقة بالثورة في سياقها الفلسفي، أي من خلال إبراز الحدث في حد ذاته والتحدث عن مكانه وزمانه دون الاهتمام بالسياق التاريخي الثوري، أي العناصر المكونة للموضوع والعلاقات التي تربطها ببعضها البعض• واعتبر الكتابات التي تناولت أحداث 20 أوت 1955 مثلا نموذجا لكتابة التاريخ وفق السياق الفلسفي• كما انتقد المجاهد إبراهيم شيبوط الوضعية التي يعيشها بعض أبناء الشهداء الآن، وأعطى مثالا عن زوجة الشهيد زيغود يوسف التي تقطن في بيت بائس بمدينة قسنطينة، رفقة ابنتها الوحيدة، حيث أجهش بالبكاء وهو يصف وضعية أرملة الشهيد• وصبت مداخلات المجاهدين الذين نشطوا الندوة الصحفية، مقراني رابح، إبراهيم شيبوط وعمار بن تومي، في خانة تمجيد وتثمين الأعمال التي قام بها كل من الشهيدين عبان رمضان وزيغود يوسف، وكيف هندسا لإنجاح مؤتمر الصومام، الذي أعطى بعدا أقوى للثورة الجزائرية• وسرد المتدخلون قصة وقوع الشهيد عبان رمضان في يد القوات الاستعمارية وصموده أمام التعذيب الذي سلط عليه بثلاث مؤسسات عقابية، لكنه صمد ولم يستسلم وحافظ على سر المجاهدين.