تحولت الاحتجاجات في مختلف البلديات الى الحل المحتوم الذي يجبر المواطن على اللجوء إليه بعد استنفاد كافة أساليب الحوار مع المسؤولين المحليين، الذين صار الوصول إليهم لطرح انشغالات المواطن المتعلقة بالإقصاء من التنمية والمشاريع من المستحيلات، ولما كان آخر الدواء الكي المتمثل في الخروج جماعات الى الشوارع وغلق الطرقات هو اللغة الوحيدة التي يجبر المسؤول على محاولة تطويقها والخروج للمحتجين لمحاورتهم والإنصات إليهم· أقدم، أمس، العشرات من الشباب العاطلين عن العمل على غلق القطب الجامعي ''تامدة'' بتيزي وزو، في أول أيام الدخول الجامعي للموسم الجديد، الأمر الذي حرم الآلاف من الطلبة من الالتحاق بمدرجات الجامعة لاسيما الجدد منهم· وعبرت هذه الحركة الاحتجاجية التي تجاهلتها السلطات المحلية، باعتبارها خارج اختصاصها، عن تذمر العديد من المواطنين الراغبين في العمل، حيث ندد المحتجون بالسياسة المنتهجة من طرف المشرفين على القطب الجامعي، من خلال استقدام شباب من خارج المنطقة وتوظيفهم في المطاعم على مستوى القطب، وتنصيب آخرين في مناصب أعوان الأمن والوقاية، ما أثار حفيظة شباب المنطقة، الذين طالبوا بإنصافهم ومنحهم الأولوية في التوظيف بالنسبة للمناصب التي بإمكانهم شغلها، مادامت المنطقة تعرف نسبة عالية من البطالة· يذكر أن القطب الجامعي الجديد بتامدة الذي تم افتتاحه هذا الموسم يضم خمسة آلاف مقعد بيداغوجي، ويضمن أيضا إطعام 800 طالب، وهدد الشباب المتذمر بمواصلة الاحتجاج إلى غاية أخذ مطلبهم بعين الاعتبار· أما بمنطقة الزاوية بدائرة بن عزوز، شرق سكيكدة، فقد انتفض العشرات من المواطنين وشنوا احتجاجات، قطعوا خلالها الطريق الموصل الى قريتهم ببلدية بن عزوز باستعمال المتاريس وأطر العجلات المطاطية، وهذا على خلفية حادث المرور الذي أودى بحياة طفلين على مستوى هذا الطريق، بعد السرعة الجنونية التي كانت تسير بها إحدى السيارات، وهو ما أثار غضب سكان المنطقة الذين طالبوا إثرها بوضع ممهلات، كما رفعوا العديد من المطالب الأخرى منها تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير أبسط مرافق الحياة التي تفتقر لها قريتهم، ما استدعى تدخل فرقة مكافحة الشغب التابعة لفرقة الدرك الوطني التي استطاعت تفريق المحتجين، وفتح الطريق بعد ساعات من غلقه، فيما تم اعتقال بعض من الشباب الذين دخلوا في مواجهة مع رجال الدرك· كما أقدم، صباح أمس، سكان بلدية الرابطة التابعة لدائرة الحمادية، جنوببرج بوعريريج، على غلق الطريق البلدي المؤدي إليها، احتجاجا على ما وصفوه بالتهميش والحفرة، بسبب إقصاء منطقتهم من المشاريع التنموية المتمثلة في التزود بالغاز الطبيعي والطريق غير المعبد بعدد من القرى وشبكة المياه والكهرباء والمراكز الصحية وانعدام المرافق الرياضية للشباب، واستعمل المحتجون الأحجار والعجلات المطاطية لغلق الطريق، في حين رد رئيس البلدية على الغاضبين أن مشكل الغاز قيد الدراسة، والطريق مسجل ينتظر الإنجاز·