عاشت، نهاية الأسبوع، ولاية الجلفة على وقع أكثر من احتجاج بسبب العطش والجفاف الذي يضرب السكان في هذه الفترة، حيث خرج سكان حي ''بن تيبة'' بعاصمة الولاية إلى الشارع محتجين على هذه الوضعية، في الوقت الذي أقدم فيه سكان حي دمد الواقع بمدينة مسعد على حرق العجلات المطاطية واحتلال الشارع الرئيسي. لم تكن نهاية الأسبوع عادية بالجلفة، إذا اختار السكان التعبير بلغة الاحتجاج والخروج إلى الشارع، وهي اللغة التي أثبتت نجاعتها في كل مرة، نتيجة لأزمة العطش التي يتخبطون فيها منذ مدة. وكان آخر احتجاج قام به المواطنون، يوم أمس بمدينة مسعد، حيث خرج العشرات من السكان إلى الشارع الرئيسي لحي دمد، مقدمين على حرق العجلات المطاطية ومحتجين على الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها، في ظل الصمت غير المبرر للسلطات المحلية، ممثلة في المجلس البلدي ومصالح مؤسسة ''الجزائرية للمياه'' والذين دخلوا في سبات كبير، ليبقى المواطن وحده ضحية غياب المياه عن الحنفيات لمدة أكثر من شهر، الأمر الذي حرّك تذمّره واستياءه وغضبه. وطالب المحتجون بضرورة تزويدهم بهذه المادة الحيوية في هذا الفصل الحار الذي زادت حرارته مع غياب المياه الصالحة للشرب. وكالعادة دائما، فقد دخل المسؤولون في مفاوضات مع السكان بغية فتح الطريق المحاذي للإكمالية وإنهاء هذه الحركة الاحتجاجية التي كانت متوقعة، متعهدين بإصلاح خلل التزود بالمياه في القريب العاجل. كما عبّر سكان حي ''السعيفي'' بدورهم عن تذمرهم واستيائهم من الوضعية نفسها، بعد أن غابت المياه عن حنفياتهم منذ أكثر من شهر أيضا، مهددين بدورهم بالخروج إلى الشارع، ما دامت هذه هي اللغة التي يفهمها أولو الحل والربط هناك. ويأتي هذه الغضب ''المسعدي''، في ظل الغياب شبه الكلي للسلطات المحلية بمسعد، التي توجد في واد ومشاكل السكان والمواطنين في واد آخر، حيث يؤكد العديد من المواطنين أن الهيئات المحلية لا تعيرهم أي اهتمام في ظل مختلف المشاكل الاجتماعية القائمة من بطالة وعطش وفقر وغيرها، بمن فيهم رئيس الدائرة الذي ضرب على ''مقره'' طوقا، رافضا حتى استقبال المواطن، مع العلم أن هناك أكثر من شكوى وجهت إلى السلطات الولائية بخصوص تصرفات رئيس الدائرة الذي لا يتوانى في طرد أي مواطن يقصد الدائرة لطرح مشاكله، وهناك حالة لمواطن تم طرده باستعمال القوة العمومية. من جهة أخرى، عبر سكان حي ''بن تيبة'' بعاصمة الولاية عن غضبهم، مساء الأربعاء الماضي، بالخروج إلى الشارع واحتلال الطريق الرئيسي، للسبب نفسه وهو العطش، حيث أكدوا أن المياه لم تزر حنفياتهم منذ مدة، مطالبين أيضا بالتدخل الذي من شأنه انتشالهم من هذا الوضع الكارثي.