منذ 15 سنة تقريبا حكى لي المرحوم شريف بلقاسم هذه الحكاية الطريفة والجميلة••! قال لي المرحوم شريف بلقاسم إن الرئيس الراحل هواري بومدين كلفه ذات يوم عندما كان بلقاسم عضو مجلس الثورة ووزيرا للدولة في عهد بومدين•• بمهمة تمثيله شخصيا في إحدى المناسبات في دولة خليجية! وذهب شريف بلقاسم إلى هناك وهو لا يحسن التعامل مع عرب الخليج ويستغرب شكلهم وهم يرفلون في اللباس التقليدي المحلي••! وهو الثائر القادم من بلد الثوار إلى بلد الرجعية! كانت المهمة التي كلفه بها بومدين هي حفل تنصيب أحد الأمراء الجدد على رأس الدولة•• وكان الحفل في الصيف والحرارة في هذا البلد الخليجي على أشدها وكذلك الرطوبة التي كانت لا تطاق••! وأقيم الحفل في خيمة كبيرة في حديقة القصر•• وجلس المدعوون والضيوف على الزرابي المبثوثة•• ووجد سي شريف بلقاسم صعوبة في الجلوس لأنه كان ''مكستما'' و''مكرفطا'' في عز الحر••! ولم تكن في وقتها مكيفات••! ونظرا لأهمية الجزائر عند أمير البلاد آنذاك، فقد جلس شريف بلقاسم بالقرب من الأمير••! ولاحظ الأمير على شريف بلقاسم كيف كان يتعذب في جلسته ب''الكوستيم'' على الأرض••! وكان يضحك عليه وهو يتقلب ذات اليمين وذات الشمال باحثا عن راحته في الجلوس••! واغتاظ بلقاسم من النظرات والضحكات عليه من طرف الحضور لأنه كان النشاز الوحيد بين الجالسين••! وعندما نهض الجميع لاحظ شريف بلقاسم أن الأمير البدين قد التصق قميصه بين ردفيه••! فضحك••! ولكن أحد أعضاء تشريفات الأمير لم تعجبه صورة أميره وقد التصقت ثيابه بين أردافه بفعل الحر والرطوبة وكثرة الجلوس•• وخاصة ضحك شريف بلقاسم من هذا المنظر•• فسارع رجل البروتوكول إلى مؤخرة الأمير ليسحب القميص من بين أردافه•• ولكن الأمير نهره بقوة قائلا له: ''إيوعى يدك عني''! وخاف الرجل على نفسه من غضب الأمير جراء هذه الحركة فراح يدفع بيده من جديد قميص الأمير الذي جذبه من بين أردافه وهو يقول عفوا يا مولاي•• ها أنذا أعيد الوضع لما كان عليه••! حكى لي المرحوم شريف بلقاسم هذه الحكاية في قصر الشعب أثناء حفل استقبال أول نوفمبر بإقامة الرئيس زروال بعد توليه رئاسة البلاد حين سألته : هل باستطاعة زروال أن يعيد الأمور إلى نصابها ؟! فقال لي : قد يعيدها و لكن على طريقة بروتوكول الأمير الخليجي .. !