اعتبر الخبير الفرنسي ''جون بيير فيليو'' الباحث في العلوم السياسية بكرسي الشرق الأوسط بجامعة السربون الفرنسية، ومؤلف كتاب ''الأرواح التسعة للقاعدة''، أن تنظيم القاعدة العالمي ومعه تنظيم بلاد المغرب الإسلامي يسير نحو الموت البطيء، متنبئا بالمصير القاتم نظرا لعدة اعتبارات· وأشار صاحب الكتاب في حديث للموقع الإلكتروني ''إسلام أون لاين''، إلى ''وجود رغبة حقيقية من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومن قبل أسامة بن لادن نفسه لاستهداف الدول الغربية، وإذا عدنا إلى المستوى الواقعي والحدثي فإننا لا نجد أي حضور للقاعدة منذ صيف سنة 2006 تاريخ آخر تفكيك لخلايا مرتبطة بالقاعدة في أوروبا، غير أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي واصل ومنذ سنة 2007 تهديداته للمصالح الفرنسية وتكفل بملف العداء لفرنسا''· وأضاف الأكاديمي الفرنسي، أنه من الواضح أن التهديدات أفرزت حالة من الحذر الشديد داخل الدوائر الأمنية الفرنسية والأوروبية على وجه الخصوص، لكنه لاحظ أن القاعدة لم تستطع خلال السنوات الأخيرة التغلغل عبر خلايا عملية لسبب مهم، وهو أن ''الجهاد في العراق'' لم يعد محل جذب بالنسبة للشباب الذين لهم رغبة في الجهاد، والذين كانوا يوظفون ويدفعون إلى العودة إلى أوطانهم من أجل القيام بعمليات لصالح التنظيم، وخاصة في سنوات 2004 و2005 و,2006 وهو ما أسميته بمرحلة ''الدم العراقي''، غير أنه وفي الوقت الحالي لم يعد الأمر ممكنا· من الطبيعي أن ننظر إلى ما يقع تداوله عن طريق الأنترنت كشيء مثير للقلق، ولكن يجب عدم الثقة تماما بما تقوله القاعدة في هذا الإطار من قدرتها التامة على الضرب وقتما تشاء وأينما تريد، ولا أعتقد شخصيا في قدرتها على جذب عناصر في أوروبا بالشكل الذي كانت تقوم به من قبل''· واعتبر الكاتب الفرنسي أن تنظيم القاعدة ومن خلال فرعه بالمغرب يعاني من مأزق حقيقي، ما سيساهم في تلاشي التنظيم، مؤكدا أنه مأزق زاد فيه التوجه ''العنصري'' في عملية التجنيد داخل التنظيم، حيث تراجعت نسبة التجنيد داخل الدول المغاربية، إضافة إلى كونه لا يقبل في العادة إلا العرب وهو بشكل آخر يحبذهم على غيرهم من العجم، وثانيا حتى ولو ضم التنظيم عناصر غير عربية فإن هذه العناصر تبقى ثانوية في الصف الثاني والصف الثالث من غير القيادات، مشيرا إلى أن عملية التجنيد داخل التنظيم قد نضبت تمتما وهو ما يعجل باندثار التنظيم قريبا·