فرق الباحث الفرنسي جيل كيبال المختص في دراسة الإسلام السياسي بين العمليات الانتحارية والمقاومة حيث مثل بحماس التي اعتبرها حركة تحررية تستعمل العنف ضد المحتل، و في نفس الوقت ترحب بالقواعد و المبادئ الديمقراطية على عكس نظام القاعدة الذي تتبناه الجماعات الإرهابية عبر البلاد العربية والمتمثلة في محاربة الأنظمة الحاكمة. جيل كيبال وخلال تقديمه لقراءة في كتابه الأخير /الإرهاب و الاستشهاد/ أمس بالمكتبة الوطنية تناول أهم المحاور التي تطرق إليها هذا الكتاب موضحا أن الإدارة الأمريكية ادعت طرح فكرة دمقرطة الشرق الأوسط، و هو الخطاب الذي فشل بوش في تكريسه في العراق مما أسفر عن قيام الحرب هناك و التي قوت بدورها تنظيم القاعدة بالمنطقة وأبرزت ما يسمى بالعمليات الانتحارية المؤسسة لتعبئة العالم الإسلامي لمحاربة الأنظمة الحاكمة. و في ذات السياق أشار المتحدث أن القاعدة أرادت من خلال عملياتها الإرهابية في العراق تولي الريادة في الجهاد من خلال محاولة إحياء النزعة الجهادية الأفغانية لكنها فشلت حتى وجد المحتل الأمريكي نفسه فيما بعد في مازق مع ظهور الجماعات الشيعية المعادية لها إضافة إلى تسببها في زرع بذور الفتنة الطائفية بالعراق .من جهة أخرى أفاد كيبال أن كتاب الإرهاب و الاستشهاد أبرز مبادئ الجماعات الإرهابية التي وضعت مبدأ أساسيا تمثل في محاربة العدو القريب أولا، وتطورت الأمور لتظهر جماعات أخرى اعتنقت مبدأ محاربة العدو البعيد أي أمريكا و الكيان الصهيوني، و هو ما كان وراء أحداث 11 سبتمبر . و في إشارة لأصل هذه الأعمال الانتحارية التي أراد الباحث تسميتها بذلك رافضا اعتبارها استشهادية انطلاقا من أن كل الأديان السماوية تحرم قتل النفس ،موضحا أن هذه العمليات ترجع للحرب العراقية الإيرانية حيث كان الشباب الإيراني يفجر نفسه خلال مهاجمته لحقول الألغام العراقية من أجل كشفها اقتداء بالمعتقد الشيعي. و ختاما لمداخلته أكد الباحث جيل كيبال أن العالم العربي الإسلامي مطالب بالخروج من هذه الأزمات التي تعتبر السبب الأساسي في تنامي الأطماع الغربية ضده. و للتذكير فإن الباحث جيل كيبال يمثل جيل المستشرقين الجدد وهو حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية و أخرى في الفلسفة و له عدة إصدارات في موضوع الإسلام السياسي أهمها كتابه فتنة ، الجهاد ، حرب في قلب الإسلام ، الرسول و فرعون، القاعدة في نص.