دخول المرأة إلى عالم الشغل كان بصبغة جديدة هذه المرة، فبعد اجتاحت جميع الميادين في الطب والتعليم، أصبحت اليوم تنافس الرجل في بيع البضائع، ومختلف السلع بالمحلات والأسواق التجارية، حيث أثبتت جدارتها وتميزها بغض النظر عن مستواها الدراسي• أرباب العمل يفضلون ذوات الأنامل الناعمة الجولة التي قادت ''الفجر'' إلى عدد من المحلات بالعاصمة، كشفت أن الكثير من أرباب العمل وأصحاب المحلات التجارية يفضلون الأنثى في إدارة المحل، وتولي بيع السلع والمنتجات• فهذا محمد، يملك محل هاتف عمومي، يفضل أن يشغل العنصر النسوي لأنه الأكثر ملائمة نظرا لحيويتهن، وكذا القدرات التي تملكها الفتيات على جلب كم هائل من الزبائن بمعاملتهن الحسنة، وجديتهن وقيامهن بكامل الأشغال كتنظيف المحل عكس الرجال الذين يمتنعون عن ذلك• كما أضاف المتحدث أن الفتيات لا يطالبن براتب شهري كبير، بل همهن الوحيد كسب المال فقط، حتى وإن كان لا يكفي لتلبية جميع متطلباتهن• رحلة البحث عن عمل بالشهادة تنتهي بها كبائعة في محل تجاري واصلنا جولتنا بالمحلات التجارية، وكان لسامية الجامعية المتحصلة على شهادة الليسانس في الحقوق نصيبها بإحداها كبائعة، حيث قضت ثلاث سنوات تبحث عن عمل يليق بها ودخلت رحلة قادتها لأكثر من تسع مسابقات للتوظيف، ولم تحظ بوظيفة عقد ما قبل التشغيل لينينتهي بها المطاف كبائعة بإحدى محلات الملابس النسائية• وتقول سامية إنها تقصد المحل على الساعة الثامنة صباحا، تحمل دلوا مملوء بالمياه لتنظيفه قبل أن يتوافد عليها الزبائن، وهي تتولى مسؤولية البيع بالمحل فتقضي يوما كاملا إلى غاية الساعة الخامسة مساء•وتضيف أنها مجبرة على تحمل مزاج كل زبون، ''وعليّ أن أتحمّل أي تصرف منهم خاصة النساء اللائي يجربن في كل مرة الملابس المعروضة، وما عليّ سوى التحمّل ورسم ابتسامة عريضة على وجهي إرضاء لهن مراعاة لفائدة المحل''• وجهتنا الثانية كانت محلا متخصصا في بيع المستلزمات النسائية حيث التقينا الآنسة جميلة التي لم يسعفها الحظ في الالتحاق بالجامعة وتحقيق آمالها والدخول إلى عالم الشغل بالشهادة التي طالما تمنت الحصول عليها، إلا أنها تعتبر تجربتها في هذا المحل فريدة من نوعها، وتجدها ممتعة وتضمن لها لقمة العيش• وأضافت المتحدثة أن الكثير من النسوة يفضلن بائعات بدلا من الرجال، فيلجأن إلى شراء مستلزمات نسائية، يتم اقتناؤها بشكل يحفظ للمرأة خصوصياتها، كما يوفر لها الراحة والحرية في اختيار ملابسها دون التعرض لمضايقات• وأكدت لنا الآنسة فلة، بائعة بإحدى محلات بيع الأكل الخفيف، أنه رغم التعب والشقاء اللذان ينالان منها بعد عملها يوما كاملا، إلا أنها تجد متعة في تلبية طلبات الزبائن الذين تعودوا عليها ''فعملي يحتاج إلى حسن المعاملة، والاستقبال والابتسامة الدائمة في التعامل مع الزبائن''• وتقول فلة إنها تبدأ العمل على الساعة الثامنة صباحا، وإلى غاية السادسة مساء بمبلغ مالي قدره ثمانية آلاف دينار شهريا ''وأنا مرتاحة وراضية عن العمل الذي أقدمه''• ويبدو جليا أن أرباب العمل وأصحاب المحلات يفضلون تشغيل النساء بدلا من الرجال باعتبارهن أكثر نشاطا وحيوية وانضباطا، وسرعتهن في إقناع الزبائن خصوصا النساء، حسب ما أفاد به كريم صاحب محل تجاري لبيع الملابس• ويضيف أن تشغيل نساء في المحلات المخصصة لهن سيُحدث تغيرا في السلوك الشرائي للمرأة، ووجود المفاضلة في شراء الاحتياجات التي قد تخجل المرأة من شرائها إذا كان هناك رجال يقومون بدور البائعين•