أوردت مصادر إعلامية في نواكشوط أن الخارجية الموريتانية تعتزم استبدال الدبلوماسي، بلاهي ولد مغيه، الذي تم تعيينه سفيرا لموريتانيا في الجزائر، وتكليفه بمهام أخرى، بعد التحفظ الذي أبدته السلطات العمومية في الجزائر إزاء هوية ولد مغيه ومسيرته السياسية والدبلوماسية، وأشارت إلى أن إسراع نواقشوط إلى اتخاذ هذه الخطوة من شأنه أن يوقف الانزعاج الذي أفرزه الإجراء الدبلوماسي غير المدروس· وقالت ذات المصادر إن نواكشوط تحاول قدر المستطاع إرضاء الجزائر وترقية علاقتها معها، وأن الانزعاج الذي صاحب إعلان اسم بلاهي ولد مغيه كسفير لموريتانيا في الجزائر من شأنه أن يجعل علاقة موريتانيا مع الدول المغاربية في مهب الريح، ويرهن عودة الدبلوماسية الموريتانية إلى الساحة بعد طول غياب· وتحدثت في اليومين السابقين مصادر في نواكشوط عن ظهور بوادر أزمة بين البلدين الشقيقين على خلفية تعيين الدبلوماسي بلاهي ولد مغيه، سفيرا في الجزائر، مرجعة أسباب التحفظ إلى حمل الدبلوماسي الموريتاني للجنسية المغربية، والعلاقة التاريخية والوظيفية التي تربطه بالمغرب، خاصة وأن والده كان ضابطا في صفوف الجيش الملكي المغربي، ويأتي هذا الحادث الدبلوماسي ليشوش على الآفاق الواعدة للعلاقات بين البلدين، بعد أن شهدت تطوراً ملحوظاً في الشهور الأخيرة، حيث كانت الجزائر أول دولة ترسل مساعدات عاجلة للمتضررين جراء السيول بجنوب موريتانيا، وأعلنت عن مشاريع مشتركة، من بينها طريق بري بينهما، قد يكون الأهم في التعاون بين البلدين، إلى جانب عودة الحرارة للعلاقات بين الدولتين عقب تجاوز أزمة الرئاسة في موريتانيا· ومقابل هذا التطور المشوب بالحذر، بعث الرئيس الموريتاني برسالة تهنئة إلى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، يؤكد فيها عزم موريتانيا على تمتين علاقاتها مع الجزائر وترقيتها بما يخدم الشعبين، وهو ما يفسر على أنه إشارة حسن نية تعمل الدبلوماسية الموريتانية على ترقيته من خلال الاستعداد لقيام الرئيس ولد عبد العزيز بزيارة إلى الجزائر منتصف الشهر الحالي، وأن ما حصل في قضية الدبلوماسي، ولد مغيه، قد يكون خطأ آخر من جملة أخطاء وهفوات وقعت فيها نواكشوط السنوات الماضية، ما أدى إلى توتر دبلوماسي بينها وبين العديد من الدول العربية خاصة·