يبدو أن تصريح برتران دولانوي، عميد بلدية باريس وأحد القادة الاشتراكيين العازمين على خوض غمار الانتخابات الرئاسية القادمة حرك رفقاء دربه هذه المرة ودفعهم إلى التعبير عن استيائهم من تدهور صحة الصحفي التونسي، توفيق بن بريك، المسجون منذ نهاية الشهر الماضي• عزة، زوجة الصحفي بن بريك، كانت أول أمس الشاهدة الأولى على تدهور صحة زوجها بعد تمكنها من زيارته في سجن تونس الأربعاء الماضي وقالت في تصريح صحفي إن توفيق يعاني من انتفاخ وجهه الذي ازداد زرقة بشكل غير طبيعي وآلام حادة على مستوى الأمعاء• ويأتي تصريح زوجة المعارض التونسي المعروف إثر تنديد شقيقه بسكوت السلطات الفرنسية على الوضعية العامة التي آلت إليها حرية التعبير وحقوق الإنسان في تونس في الأعوام الأخيرة• ويذكر بأن برتران دولانوي كان المسؤول الاشتراكي البارز الأول الذي ندد بما أسماه انتهاك حقوق الإنسان والحريات في تونس على خلفية سجن الصحفي بن بريك• وانتهز دولانوي، الثلاثاء الماضي، فرصة انعقاد اجتماع الجمعية الدولية لرؤساء البلديات الفرنكفونية للتعبير عن خطورة مستوى التضييق الخطير الذي أصبحت تعرفه الأوضاع الحقوقية والصحفية والسياسية في تونس بوجه عام• سكوت مسؤولي اتحاد الأغلبية الشعبية اليمينية الحاكمة بقيادة الرئيس ساركوزي والمنكبة هذه الأيام على مناقشة الهوية الوطنية، أخرج مسؤولين آخرين على رأس المعارضة الاشتراكية والخضر من دائرة التفرج غير المبرر• جان فرنسوا جوليار رئيس منظمة ''محققون بلا حدود'' المدافعة عن حرية وحقوق الصحفيين، والتي ترأسها لعدة سنوات، روبير مينار، ندد الخميس الماضي بحضور شقيق الصحفي بن بريك وعدد غير قليل من المعارضين التونسيين بالموقف الفرنسي الرسمي الذي ينم عن تواطؤ واضح، يبرره السكوت المطبق على أعلى هرم في السلطة الفرنسية، الأمر الذي يتناقض مع مبادئ الجمهورية التي تنادي بتطبيقها واعتناقها، على حد تعبيره لقناة ''أي تيلي'' الإخبارية• برتران دولانوي الذي أثار سخط السلطات التونسية بتصريحه المذكور دفع ثمن موقفه بانسحاب خمس مدن من الجمعية الدولية لرؤساء البلديات الفرنكوفونيين التي يترأسها باعتباره عمدة بلدية باريس• نيكولا بو، الكاتب والصحفي السابق في جريدة ''الكانار انشينيه'' وصاحب كتاب ''ليلى طرابلسي•• وصية عرش قرطاج'' الصادر عن دار لاديكوفرت واجه مؤخرا في مقابلة إذاعية حامية إريك راوولت، عميد بلدية لورانسي المخملية وأحد رموز الساركوزية وتعجب بدوره لدفاع راوولت عن النظام التونسي باسم النجاح الاقتصادي والأمن الاجتماعي وتطور المرأة ومحاربة الإسلاميين، وفي تونس أضاف قائلا ''نستطيع التجول حتى ساعة متأخرة من الليل دون خشية من أي اعتداء''• من جهته، فردريك ميتران، وزير الثقافة والاتصال، المولود في تونس مثل برتران دولانويي وفيليب سيفان وعدد كبير من السياسيين الفرنسيين، مازال ساكتا حتى إشعار جديد•