اتخذت أول أمس قضية علي سوماري المرشح الاشتراكي في ضاحية الفلدواز لخوض غمار الانتخابات الجهوية القادمة، منعرجا سياسيويا بائسا، يكشف عن روح عنصرية مبطنة ندد بها برتران دولانوي عمدة مدينة باريس وأحد أشهر وأقوى السياسيين الاشتراكيين. وقال دولانوي أن حجة مطالبة أنصار ساركوزي بانسحاب علي سوماري من المعركة الانتخابية بدعوى ماضيه القضائي كمنحرف سابق يكشف عن جو سياسيوي متعفن يهدف صناعه إلى تحويل أنظار الرأي العام الفرنسي عن القضايا الجوهرية التي تهم الشعب الفرنسي. وحسب دولانوي فإن الخرجة السياسيوية الأومبية الجديدة - نسبة إلى أنصار حزب اتحاد الأغلبية الشعبية أومبي - تكرس الأولى المشوبة بعنصرية صارخة، ووصف رئيس بلدية فرنكوفيل الساركوزي قبل أيام علي سوماري ساخرا باحتياطي فريق باري سان جيرمان لكرة القدم وضحك أنصاره على الوصف بمناسبة اجتماع دعائي. وأضاف عمدة بلدية باريس أن أنصار ساركوزي انتقلوا هذه المرة إلى القذف والتلفيق والكذب، ولو كان سوماري صاحب بشرة بيضاء كباتريك بلكاني عمدة بلدية لوفالوا بيريه المخملية الذي سبق وأن خاض انتخابات جهوية مثل سوماري رغم أنه كان عرضة لملاحقات قضائية لما تعرض المرشح الاشتراكي إلى الحملة الدنئية التي يقودها الساركوزيون على حد تعبيره. وأمام ردود فعل الاشتراكيين وإقدام سوماري على رفع دعوى قضائية ضد رئيس بلدية فرنكوفيل، لم يجد الساركوزيون غير خيار تهدئة الأجواء في أوساط حساسياتها غير المتجانسة، تماما كما حدث حيال قضيتي منع ارتداء البرقع وملاحقة دوفلبان قضائيا بهدف تفادي انقسامات لا تخدمهم قبل أيام قليلة من تاريخ الانتخابات الجهوية لتي ستنظم الشهر القادم، ومن بين الساركوزيات الشهيرات اللواتي بادرن بتلطيف الأجواء فاليري بيكراس المرشحة اليمينية ضد سوماري، وعبرت عن موقفها بقولها إنها ستندد بالحملة التي تشن ضده في حال التأكد من براءته قضائيا. من جهته خرج سوماري عن صمته في حديث لصحيفة لوباريزيان الصادرة أمس، مؤكدا على ملاحقة متهميه، وأكد أن انحرافه السابق "يعتبر ماضيا ميتا لأنني دفعت ديني" على حد تعبيره. ويجدر الذكر أن سوماري من السياسيين المشهورين الذين استمروا في نشاطهم السياسي رغم الملاحقات القضائية العديدة نذكر ألان جوبيه وشارل باسكوا وزير داخلية وجان تيبيري وعدد كبير من النواب.