علمت ''الفجر'' أن غرفة الاتهام بمجلس قضاء الجزائر أحالت ملف التفجيرات التي عرفتها العاصمة يوم 11 أفريل 2007 التي استهدفت كلا من قصر الحكومة ومقر الشرطة القضائية بباب الزوار في العاصمة على محكمة الجنايات بالعاصمة، ومن المنتظر أن تبرمج القضية خلال الدورات الجنائية القادمة وتكون بذلك العدالة قد أسدلت الستار على هذا الملف بتقديم المتهمين لمحاكمتهم وفقا للقانون وتحديد هوية الإرهابيين الفارين المتواجدين في المعاقل المسلحة• وموازاة مع ذلك، أيدت غرفة الاتهام أوامر بانتفاء وجه الدعوى التي أصدرها قاضي التحقيق على مستوى محكمة الأقطاب بسيدي امحمد في حق ثلاثة أشخاص بعد عدم ثبوت تورطهم في القضية• وتمكن القضاء من تحديد هوية الفاعلين سواء الذين ألقت القبض عليهم أو الذين يوجدون في حالة فرار على خلفية فشل العملية الثالثة، بعد استهداف كل من قصر الحكومة ومقر الأمن لباب الزوار، حيث تفطن رجال الأمن للسيارة المفخخة التي كانت الجماعات الإرهابية تنوي أن تستهدف بها شارع جنان المالك بحيدرة، الذي تقطنه شخصيات وإطارات قبل أن يتم تفكيكها• وكان فشل العملية الثالثة أهم منعرج في عملية بداية فتح التحقيق القضائي الذي باشرته فرقة مكافحة الإرهاب والتحريض على مستوى أمن ولاية الجزائر، انطلاقا من لوحة ترقيم سيارة مرسيدس المفككة، حيث تم تحديد هوية مالكها الأصلي، وهو طبيب في جراحة الأسنان، سبق له وأن باع سيارته يوما واحدا قبل الواقعة لشابين، لا تتعدى سنهما 30 سنة بمبلغ 74 مليون سنتيم، أين تم استجواب الطبيب وعرض ألبوم الصور الخاص بالإرهابيين المتورطين في مختلف القضايا الإرهابية المعروفين لدى مصالح الأمن، حيث تعرف عليهما• ويتعلق الأمر بكل من ''ع• سمير'' المكنى العيد مقيم بالأخضرية بولاية البويرة، من مواليد 1976 و''م• خالد'' المكنى حامة، يقطن ببراقي من مواليد ,1978 وهو ما دفع بالمحققين إلى تفتيش منزليهما؛ حيث تم العثور بمنزل خالد على أقراص مضغوطة تحريضية• كما أن المعلومات التي أدلى بها أخ الإرهابي ''ع• سمير'' مكنت المحققين من تحديد هوية صديق سمير، ويتعلق الأمر ب ''سليم•ح'' المكنى جمال من مواليد 1969 مسبوق في قضايا الإرهاب والتحريض• وموازاة مع هذا التحقيق الأمني، استغل المحققون التصريحات التي أدلى بها أخ الانتحاري مروان بودينة، المكنى معاذ بن جبل والمعروف أيضا باسم ''ميريوي'' الذي فجر نفسه بمدخل قصر الحكومة لقناة ''العربية''، حيث صرح لها أن عائلته متبرئة من هذا العمل الإجرامي• وأدى التحقيق مع أخ الانتحاري، المتواجد رهن الحبس المؤقت، إلى معلومات هامة تفيد بأن أخ الانتحاري تلقى يوم 9 أفريل في حدود الساعة العاشرة ونصف ليلا مكالمة هاتفية من أخيه الانتحاري، يطلب لقاءه بسوق بيع السيارات بمنطقة تيجلابين على الساعة الحادية عشرة، حيث التقى بأخيه الانتحاري يوما قبل العملية الانتحارية، ووجده بمعية عدد من الإرهابيين المرتدين للزي الأفغاني ومدججين بأسلحة رشاشة جماعية من نوع كلاشينكوف فاق عددهم الثلاثين• ومن هذا المنطلق تمت متابعة أخ الانتحاري الذي تكتم على معلومات مهمة كان من شأنها تجنب ما حدث لو أطلع عليها الأمن•