تطرق أمس، أمين شريط، أستاذ حقوق بجامعة قسنطينة، في مداخلته، إلى ظاهرة اللجوء إلى وسائل عديدة منها المال والمؤسسات الدينية مثل، واعتبر هذه المظاهر مؤشرا حقيقيا على زوال الثقة بين الناخب والمنتخب• ولم يستبعد المتحدث تعمق الهوة في المستقبل بين الطرفين، ما لم يُعد النظر في هذه العلاقة ويلتفت المنتخب إلى المواطنين• كما ألحت الدكتورة منى حميطوش عضو في حزب العمال البريطاني، على ضرورة قيام المنتخب المحلي على الأقل بزيارة أسبوعية لجميع منتخبيه، حتى تستمر الصلة ويستطيع نقل انشغالاتهم، وفي حالة عدم تطبيق هذا التواصل الدوري ستزول الصلة حتميا• وأعطت المتحدث، عروضا عن الطريقة التي تطبق في المملكة المتحدة البريطانية، حيث يجري المنتخبون أسبوعيا جمعيات عامة مع المواطنين ومندوبيهم، ورغم ذلك يعتقدون أنهم لا يزالون بعيدين عن تطبيق الديمقراطية• وأضافت أنه في الجزائر لا نشاهد السياسيين إلا في الانتخابات وهو ما يرفضه المواطنون ويعتبرونه ابتزازا لمشاعرهم ومحاولة مفضوحة لاستغلال أصواتهم، وبالتالي نرى العزوف ثم المقاطعة• أما الدكتور سعود شيهوب، فأكد أن الجماعات المحلية تتمتع بسلطات واسعة في التنفيذ لأنه ليس مقيد الصلاحيات، خاصة وأن المشرع الجزائري استلهم من النموذج الفرنسي لتسيير الشؤون المحلية• وسجل تدخل الإدارة المركزية في بعض الأحيان بسبب عجز الجهات المحلية في التسيير، خاصة عندما تكون هناك مشاريع مهمة، لاسيما وأن البرنامج الخماسي القادم الذي رصد له 150 مليار دولار، ليس بالمبلغ الهين الذي يجعل الإدارة المحلية تغض عنه الطرف ولا ترافق انفاقه• ودعا من مقامه إلى إعادة تكوين المنتخبين المحليين بسبب المستوى الضعيف لأغلبيتهم، حتى تكون قادرة على الاقتراح والمبادرة ليقتصر دور الدولة والإدارة على المراقبة، مؤكدا أن الجزائر لاتعمل في الوقت الراهن على توسيع صلاحيات المنتخب المحلي ورفع يدها عن مراقبته لعدم قدرته وعجزه على اتخاذ بعض القرارات• أما وزير العلاقات مع البرلمان، محمد خدري فأكد على أهمية الملتقى لتشريح المشاكل التي تحيط بعلاقة الناخب والمنتخب، خاصة مع تكرر ظاهرة العزوف الانتخابي بالجزائر وقلة الإقبال على الصندوق• ودعا الوزير المشاركين إلى مناقشة العزوف الانتخابي خاصة وأن الشارع الجزائري أصبح الفضاء المناسب للتعبير عن انشغالات السكان، واستعمال طرق غير سلمية، بدل طرحها في يد منتخبيهم، والتحاور معهم بخصوصها• وسجل الوزير الغياب المتكرر للمنتخبين المحليين في مثل هذه الظروف العصيبة، سواء كانوا محليين أو برلمانيين• وذهب بعض المشاركين خلال جلسة النقاش إلى عزل المنتخبين المحليين في حالة عدم استجابتهم لانشغالات المواطنين، وسحب الثقة منهم، مستدلين بالنموذج المطبق ببعض البلدان في هذا الصدد كما هو الشأن بالنسبة للمغرب وبوركينا فاسو•