اعتبر محمود خذري، وزير العلاقات مع البرلمان، أن ''السكوت عن ظاهرة ارتخاء العلاقة بين الناخب والمنتخب قد يضاعف مظاهر العزوف الانتخابي''، مشيرا إلى ''ضرورة معرفة العيوب والعراقيل التي تضعف العلاقة بين هذين الطرفين''. كما أبدى الوزير تخوفا تجاه ما أسماه ''ظاهرة خروج المواطنين للشارع للتعبير عن انشغالاتهم رافضين الحوار مع ممثليهم المحليين الذين انتخبوهم''. أثار أمس المشاركون في اليوم الدراسي حول ''الناخب والمنتخب في المنظومة القانونية الجزائرية'' الذي نظمته وزارة العلاقات مع البرلمان بنادي الجيش ببني مسوس، العديد من الإشكاليات التي تنصب بشكل خاص على العلاقة بين المنتخب والناخب. وفي هذا الصدد أكدت الدكتورة منى حميطوش منتخبة عن حزب العمال بالمجلس البلدي ''لاسلينتون'' بالمملكة المتحدة أن العلاقة بين الناخب والمنتخب إن لم تكن مستمرة ومجسدة في الميدان، فإنها لن تنجح مهما كانت قوة الترسانة القانونية.. وفي استعراضها للنموذج الإنجليزي في هذا الخصوص، أشارت المتحدثة أن ''المنتخبين ذوي صلة مستمرة وغير منقطعة بالناخبين وهو ما يقوي الثقة بينهما ويعزز مساعي التنمية المحلية''. في السياق نفسه، أشارت لويزة حنون رئيسة حزب العمال إلى أن ''اقتحام لوبيات المال والتجارة ميدان السياسة من خلال المجالس المنتخبة للتأثير على القرار، يعتبر سابقة خطيرة ويستدعي من السياسيين التجنيد للوقف الفوري لمثل هذه التجاوزات''. وبالمناسبة، أكد محمود خذري وزير العلاقات مع البرلمان أن العلاقة بين الناخب والمنتخب هي علاقة يجب أن تكون مبنية على الثقة العميقة، إضافة إلى بعدها القانوني والسياسي والأخلاقي، موضحا في كلمة ألقاها بالمناسبة أن ''السيادة الوطنية ملك للشعب ويمارسها بواسطة ممثليه المنتخبين كما أوجبت بعض مواده أن ''يبقى المنتخبون أوفياء لثقة الشعب''، وألا تخلو هذه العلاقة من أبعاد اجتماعية وثقافية''، مضيفا أن ''العلاقة بين الناخب والمنتخب هي أيضا علاقة معقدة سواء من حيث أبعادها أو من حيث أطرافها، حيث إن هناك جهات عديدة تتدخل بشكل مباشر وغير مباشر في صياغتها منها مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية، بالإضافة إلى الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني''. وبخصوص نوعية هذه العلاقة اعتبرها ''جوهر أو لب أي نظام انتخابي يحظى بقيمة تمثيلية عالية ومصداقية كبيرة تؤسس لشرعية واسعة وعميقة للمؤسسات المنتخبة''، متطرقا إلى بعض المظاهر التي تشوب العلاقة بين الناخب والمنتخب والتي تؤدي إلى العزوف الشعبي عن بعض الاستحقاقات الانتخابية المحلية والبرلمانية''. كما اعتبر أن ''السكوت عن ظاهرة ارتخاء العلاقة بين الناخب والمنتخب قد يضاعف مظاهر العزوف الانتخابي''.