لامني الكثير من القراء عبر موقع ''الفجر'' الإلكتروني عما كتبته في هذا الركن في عدد السبت، وعن تفاؤلي بأن الدولة الجزائرية بدأت تسترجع قوتها وهيبتها داخليا وخارجيا· وجاء في أحد الردود أنه مادام الجزائري يهان عند مرور كل موكب من مواكب الرعايا الأجانب، ومادام الجزائري يبيت في العراء، ومادام الجزائري يبيت جوعان ولا يجد لقمة العيش له ولأبنائه وآخر بجانبه يتبول على ''النعمة''، ومادام الجزائري يحتقر ويهان في كل أرجاء الوطن، ومادام الجامعيون في الجزائر بطالون وغيرهم ممن لا يملكون الشهادات يتحكمون في زمام الأمور، ومادامت الأصوات تشترى بفضل الشكارة، وما دام الوزراء والمسؤولون لا يستقيلون ولا يقالون من أجل الكوارث التي تحصل في قطاعاتهم، ومادام الطلبة يأخذون شهاداتهم بالغش··· فلن تنجح الحرب لأنهم سيكونون مسؤلين في المستقبل بالغش، ومادام بن بوزيد وزير للتربية··· فلن نستطيع أن نقول هذا الكلام· وحسب بعض التعليقات، فإن محاربة الفساد شعار ضبابي يأتي مع حمى الحملات الانتخابية ويتبخر مع نتائجها النزيهة، بينما محاربة المفسدين بلحمهم وشحم كروشهم أمر صعب، والتضحية بذئب مغفل من آن لآخر هو لدفع السوء والنحس عن الذئاب الأخرى· نعم ليس من السهل استرجاع ثقة المحكوم في الحاكم، وليس من السهل الوثوق في الحرب التي تقودها الدولة ضد الفساد، لأن محاكمة الخليفة أعطت انطباعا سيئا عن إرادة الدولة الحقيقية في التخلص من هذه الآفة التي عرقلت كل المساعي الحسنة وخيبت ضن الكثيرين· صحيح أن الحرب قد تستثني بعض الأسماء، لكن المهم أنها بدأت، وعلى العدالة أن تكون حقا نزيهة في معالجة الملفات المطروحة أمامها، لأن كل الآمال في إنجاحها يقع على عاتق العدالة التي تدخل في امتحان صعب وتضع مصداقيتها على المحك· لكن، هل تنجح الحرب على العدالة بإعلام سخره الفساد؟ هل تنجح الحرب هذه والكثير من الصحف المستقلة ضالعة في الكثير من قضايا الرشوة و''الشانتاج'' الذي أصبحت تقاس نسبة النجاح المهني على أساسه؟ أحد اللائمين كتب أن الدولة أيضا استرجعت صحافة التطبيل وهذا أيضا صحيح إلى درجة قصوى، لكن الحرب على الفساد لن تكتمل إلا بحرب على صحافة الفساد، لأن البناء الديمقراطي وبناء دولة ومجتمع قويين لن يكون إلا بصحافة صادقة نزيهة ومهنية، صحافة تضع الصالح العام فوق كل اعتبار، وهذا ممكن وواجب تحقيقه·