كرّم الباحث المؤرخ الجزائري، في كتابه الصادر حديثا عن ''دار التنوير للنشر والتوزيع'' بالجزائر، شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله صاحب موسوعة ''تاريخ الجزائر الثقافي'' الصادر منذ سنوات في تسع مجلدات، والذي تناول فيه تاريخ الجزائر في الفترة الممتدة من القرن الخامس عشر الميلادي إلى الآن بقراءة معمّقة في التراث المكتوب وبزاوية لم يسبقه إليها أحد· فقد خصص فصلا كاملا لجهوده في إحياء التراث الجزائري المادي وغير المادي· ولم يكتف عند ذلك، فالقارئ لكتاب ''دراسات في تاريخ المغرب الإسلامي'' الجديد هذا يدرك بأن صاحبه قد واصل جهود سلفه المؤرخ سعد الله، وهو أحسن تكريم لمدرسة تاريخية متميزة، استفاد صاحبها من أحدث المناهج العلمية، وبعد اقترابه من اكتمال تجربته الشخصية يريد رؤية من يواصل طريقه· وجاء المؤرخ الجديد محمد الأمين بلغيث ينهج نفس الطريق· ونقرأ له في هذا الكتاب دراسات مهمة تتمثل في قراءة تراث الكثير من أعلام شمال إفريقيا مثل عبد الرحمن الأخضري وأبو عبد الله بن يوسف السنوسي والعدواني وغيرهم كثير· كتاب جدير بالقراءة، تقرأ من خلاله التاريخ السياسي لمنطقة شمال إفريقيا من منظور ثقافي، في طريقة تذكّرنا بمنهج المؤرخ أبو القاسم سعد الله·