طالب وزير التربية، أبو بكر بن بوزيد، من مختلف الشركاء تحمّل مسؤولياتهم تجاه النتائج السلبية التي تتحصل عليها الولاية في كل مرة، مؤكدا أن الدولة تقوم بدورها المنوط بها من خلال توفير الموارد البشرية وكذا التجهيز ببناء المؤسسات التربوية ومختلف المرافق. وأكد المسؤول الأول على القطاع، خلال زيارته لولاية الجلفة، أول أمس، أن الوزارة لا تتحمل إهمال ولامبالاة بعض الشركاء الذين تخلوا عن واجبهم في مراقبة التلاميذ بتحسين مردودهم.ومن جانب آخر، وعد وزير التربية أنه ستكون إعادة دراسة في تكلفة المؤسسات التربوية لتصل تكلفة بناء الثانوية إلى 28 مليار بدل 18 مليار، وشدد على ضرورة اختيار نوعية التجهيز التي تتناسب مع قيمة المبالغ التي تصرفها الدولة على القطاع. وبالمقابل، قام وزير التربية بزيارة عدد من المؤسسات النموذجية التي حققت نتائج معتبرة خلال المواسم السابقة، كما تابع عملية تلقيح التلاميذ من أنفلونزا الخنازير، في الوقت ذاته أكد ضرورة توفير كل الوسائل عبر مراحيض المؤسسات وكذا المراقبة الشديدة من طرف الأساتذة والمعلمين للتلاميذ.
بسبب غياب التنظيم والمرافق الجلفة تعيش أزمة نقل خانقة
أصبحت مختلف الطرق الوطنية والولائية بالجلفة ضمن أنشط الطرق على المستوى الوطني وهذا كون الطريق الصحراوي يشق أهم المدن كعين وسارة، حاسي بحبح والجلفة بالإضافة إلى أنها لا تبعد عن عاصمة الدولة إلا ب200 كلم وعن ولايات الأغواط جنوبا والمسيلة شرقا وتيارت غربا إلا ب100 كلم، وهذا ما يعكس التواجد الكبير لسيارات الأجرة التي تغطي عددا كبيرا من ولايات الوطن ويصل حجم التغطية إلى أقصى ولايات الشرق تبسة وعنابة وكذا أقصى ولايات الغرب بشار والنعامة خصوصا بعدما عرفت البلاد استقرارا أمنيا ساعد أصحاب سيارات الأجرة على توفير خدمات مهمة لكل المسافرين. ومع هذا، تبقى المحطة الولائية في حاجة إلى ترقية خصوصا مع عرض البلدية لاستغلال المحطة من طرف شركة نقل المسافرين بالمحطة الجهوية غرداية عن طريق الكراء كون المحطة تابعة لأملاك البلدية وهي صاحبة المشروع. من جانب آخر، رغم المصاريف والمبالغ الضخمة التي تصرف على ترميم وصيانة المحطة، إلا أن الخراب طالها وغياب الأمن بالإضافة إلى الأوساخ وغياب الوعي عند بعض المواطنين لرمي فضلاتهم في أي مكان. من جانب آخر، رغم المكانة التي أصبحت تحوزها الجلفة من حيث تحولها إلى مركز للتزود الغذائي للعديد من الولايات، إلا أن مستوى تغطية النقل العمومي لا زالت بعيدة وساهم بعد موقف الشاحنات البعيد عن المدينة في هذه الصورة، بعد أن تم إبعادهم من وسط المدينة رغم العدد الهائل من سيارات الأجرة والذي يقابله عدد معتبر من الحافلات التي وزعت على بعض الخطوط الداخلية الرابطة بين عاصمة الولاية والبلديات المجاورة، إلا أن المواصلات تعرف نوعا من الفوضى وغياب التنظيم، حيث إنه وفي كثير من أيام الأسبوع خصوصا مع آخر النهار تسجل أزمات كثيرة تدفع المواطن للاصطدام بجشع واستغلال أصحاب سيارات الكلونديستان، ويصل ثمن المقعد الواحد إلى ثلاثة أضعاف ما يدفعه في التنقل العادي في سيارات الأجرة. كما يلاحظ وجود عدد كبير من الحافلات والسيارات، خصوصا خطوط من عاصمة الولاية إلى حاسي بحبح وعين وسارة ومسعد، في حين أن معاناة أغلب سكان البلديات الداخلية لا زالت مستمرة بسبب انعدام النقل. كما أكد مجموعة من سكان بلديات زكار، بويرة الأحداب، قرية دار الشيوخ، في تصريح ل“الفجر“ أنهم لا زالوا يعانون من صعوبة التنقل إلى عاصمة الولاية بسبب غياب وسائل النقل والطريقة الوحيدة هي أصحاب السيارات الخاصة المتجهة إلى الولاية. بالمقابل، لا زال النقل الحضري داخل المدن الكبرى، يعيش فوضى عارمة ساهمت فيها جميع الأطراف، فرغم العدد الهائل من سيارات الأجرة والحافلات، إلا أن الأزمة لا زالت متواصلة بسبب غياب إشارات المواقف.
فلاحو مطيريحة يطالبون ببرامج التجديد الريفي
لا زال سكان مطيريحة، الواقعة ببلدية الإدريسية 100 كلم غرب الجلفة، يعانون من العديد من المشاكل والنقائص التي ساهمت في صنع صورة البؤس والتخلف، خصوصا وأن نشاط غالبية الأسر بالمنطقة مرتبط بالفلاحة وتربية الماشية. ويبقى الغياب الكلي لبعض المرافق الحياتية التي تمثل الشرط المهم في بقائهم في أراضيهم من بين أهم الانشغالات التي يرفعونها من أجل التدخل والقضاء عليها من خلال برمجة المشاريع والالتفات إليها باعتماد سياسة التجديد الريفي التي تبنّتها وزارة الفلاحة. وسجلت “الفجر“ عودة الكثير من الأسر إلى المدينة، رغم أن المنطقة تمتاز بأراضي خصبة أثبتت من خلال منتجوها أنها تملك شروط تحقيق اكتفاء الولاية من الخضر، غير أن الكثير من المساحات بمنطقة مطيريحة أصبحت مهددة لأن تتحول إلى أراضي جرداء، بسبب غياب الكهرباء الريفية والفلاحية على حد سواء، كون الطاقة تمثل أهم خدمة في النشاط الفلاحي. وصرح العديد من سكان المنطقة ل“الفجر“ أن صبرهم على الظروف التي أصبحوا يعيشونها نفد وأنه على السلطات الولائية والمحلية الإسراع في إنقاذ عشرات الأسر من البطالة والفقر، مؤكدين أن المعاناة لا تقتصر على الكهرباء بل حتى انعدام المسالك والطرق المؤدية للمدينة يمثل هاجسا لدى السكان وعلى المسؤولين التحرك من أجل حله ووضع حد للحياة البدائية التي أصبحت عنوانا ليومايتهم. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة مطيريحة تمثل مستقبل الولاية إذا ما توفرت الظروف لإعادة تأهيل عشرات الهكتارات للغراسة الفلاحية أو الرعوية.