من المرجح تأجيل القمة الأوروبية - الأمريكية المقرر عقدها في 24 و25 ماي المقبل في مدريد بعد إعلان البيت الأبيض، يوم الإثنين، عدم مشاركة الرئيس باراك أوباما. وأعلنت مصادر إعلامية إرجاءها على الأرجح إلى النصف الثاني من العام استياء أوروبي من تهميش أوباما للاتحاد وقد أعلن البيت الأبيض، يوم الإثنين، أن الرئيس باراك أوباما لا ينوي المشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة المقررة في 24 و25 ماي خلال الرئاسة الإسبانية للاتحاد التي جعلت من هذه القمة إحدى أولوياتها. إلى ذلك يرى المراقبون أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم حضور القمة الأوروبية - الأمريكية بادرة استهانة جديدة بالأوروبيين الذين باتوا يشعرون بتهميش متزايد في سياسة البيت الأبيض الدولية الجديدة. كما تعد هذه النتيجة ضربة لكل أوروبا التي يتخوف قادتها من بدء تهميش العلاقات الأطلسية لصالح العلاقات التي تريد واشنطن إقامتها مع دول آسيا المطلة على المحيط الهادئ، وفي الوقت الذي يعيد أوباما فيه التركيز على أولوياته الداخلية. ولم يمر غياب أوباما عن إحياء الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين في أكتوبر مرور الكرام لدى الاتحاد الأوروبي. يضاف إلى ذلك عدم اهتمامه الواضح خلال القمة السابقة بين بلاده والاتحاد الأوروبي في الشهر نفسه في واشنطن، إذ اقتصر حضوره على ساعة ونصف ساعة اعتذر بعدها وغادر. كما أن قمة كوبنهاغن حول المناخ التي عقدت في ديسمبر أدت إلى خيبة أمل أوروبية، إذ فضل الرئيس الأمريكي إجراء مفاوضات مباشرة مع الصين والهند للتوصل إلى اتفاق على الحد الأدنى. ورأى مركز الدراسات ”أوروبيان ريفورم” أن إدارة أوباما قررت توثيق العلاقة مع الصين، الأمر الذي أثار مخاوف أوروبا من أن تكون ”مجموعة الإثنين” هذه إلى تقلص نفوذها أكثر في العالم؛. وتشعر الولاياتالمتحدة بخيبة أمل لعدم تحمس الأوروبيين لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان أو استقبال الذين يفرج عنهم من سجن غوانتانامو. أما دول أوروبا الشرقية المحاذية لروسيا، فهي مستاءة من تخلي واشنطن عن مشروع الدرع الصاروخية، وهو ما اعتبرته هذه الدول رغبة من الإدارة الأمريكية في التقارب مع موسكو على حسابها.