انتشرت منذ فترة قصيرة ظاهرة الحجامة بقوة، حيث لا تخلو بلدية من بلديات تيبازة يوميا من أشخاص حالقين جزءا من شعر رؤوسهم من جهة الخلف، وهو مكان إجراء الحجامة وآثار الخضوع لها بادية عليها أحد الشباب من قاطني مدينة سيدي غيلاس، غربي ولاية تيبازة، ذكر ل“ الفجر“ أنه تعوّد منذ ست سنوات على إجراء الحجامة ما بين شهري فيفري ومارس، وهي الفترة التي يزداد فيها الضغط الدموي - حسبه - وتستقر فيه درجات الحرارة في معدلات ثابتة، ويقوم بالحجامة عند حجّام تعلّم هذه الحكمة منذ مدة عند صديقه والذي انتشرت شهرته إلى البلديات المجاورة لسيدي غيلاس، حيث يقوم بنزع الدم من رأسه وظهره باعتماد آلات تقليدية دون خوف من عدوى قد تصيبه. أما الحجام البالغ من العمر حوالي 70 سنة، فوجدناه منهمكا في غرفة الضيوف بمنزله، الكائن بأحد أحياء مدينة سيدي غيلاس، وهو يحجم لرجل وامرأة من كبار السن. كما يقبل الشباب بكثرة على الحجامة حسب تصريح صاحب “الحكمة“. وأكد الشيخ أنه يعالج شهريا ما بين 80 و100 شخص، أغلبهم من الشباب ممن زاد إقبالهم خلال السنوات الأخيرة على التداوي بالحجامة، بعد علمهم بكونها سنّة مؤكدة مارسها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وأضاف الحجّام، الذي يتقاضى 200 دينار عن كل زبون، أن هناك من يطبّق الحجامة سنّة ومن يطبقها علاجا من الأمراض، ومن يطبقها لمحاربة السحر، وهؤلاء أغلبهم من النساء، حيث يتم إخراج السحر عن طريق الدم. وأشار إلى أن نتائج العلاج تظهر مباشرة بعد قياس ضغط الدم عقب المعالجة.الحجّام هذا وغيره الذين يعدون بالعشرات في المنطقة لا يملكون ترخيصا من مديرية الصحة، وهم يعملون خفية رغم استقبالهم زبائن من كل الفئات الاجتماعية، كما يلتزم أصحاب هذه “المهنة“ بمواقيت محددة، حيث يتوقفون نهائيا عن العمل مع بداية شهر جويلية من كل سنة. ويؤكد أحد المواطنين، الذي حجم مؤخرا، أن ظاهرة قيام المواطنين بالحجامة، أو كما تعرف تسميتها بالمنطقة “قطع الدم“، تطبيقا للسنة النبوية، تنتشر بشكل كبير هذه الأيام وبالأخص أتباع السلفية، مثلها مثل قيام بعض الممرضين المتقاعدين بالحجامة، غير أن هؤلاء لا يحجمون إلا على مستوى الظهر، حيث تكون الأوعية الدموية بسيطة عكس الأوعية الموجودة على مستوى مؤخرة الرأس. أما أحد الشباب، الذي التقيناه عند الحجّام رفقة والدته المسنّة، فقال إن الحجامة خطر على صحة الشخص لأن الدم ينزع بآلات تقليدية وقديمة وغير مطهّرة، وهو ما يؤثر سلبا على صحة الشخص وبالأخص المصابين بالأمراض المزمنة كمرض السكري والسرطان والكبد وغيرها من الأمراض.