أكد وزير الخارجية المالي، مختار وان، رغبة باماكو في تحسين علاقتها مع الجزائر وموريتانيا، مبديا تمسك حكومة بلده بعلاقات الأخوة العريقة وحسن الجوار التي تجمع البلدان الثلاثة، مشددا عزم بلاده على محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود بكافة أشكالها. قال مسؤول الدبلوماسية المالية، في حديث لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في مالي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إن باماكو تظل متشبثة بعمق العلاقات الراسخة منذ القدم من أخوة وصداقة وحسن الجوار، خاصة مع الجزائر وموريتانيا، وأن باماكو مهتمة بتطوير وتحسين هذه العلاقات، وذلك بعد الأزمة الدبلوماسية التي سببها إفراج مالي عن أربعة إرهابيين من القاعدة، مضيفا أن مالي ستعمل على تكثيف جهودها من أجل الحفاظ على هذه العلاقات، من خلال تعزيز الحوار السياسي بين البلدان الثلاثة، وأضاف “مالي مصممة على الاحتفاظ بعلاقاتها الضاربة في القدم وحسن الجوار والأخوة مع موريتانيا والجزائر”. وأوضح المتحدث أن بلاده مصممة على محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في كافة أشكالها، من خلال الخطة التي أعدتها الحكومة لمحاربة الظاهرة، كإستراتيجية وطنية دعا إليها الرئيس، أمادو توماني توري، وعرضتها أمس للمناقشة أمام المجلس الأعلى للدفاع، في محاولة لاستدراك الانزلاق في المواقف بعد تعدي باماكو على الاتفاقيات الأمنية والقضائية مع الجزائر وموريتانيا. من جهة أخرى، أعلن رئيس الحكومة الموريتانية، مولاي ولد محمد لقظف، موقف بلاده الرافض للحوار مع الجماعات الإرهابية وتحرير الرهائن الأبرياء عن طريق مقايضتهم بمجرمين سجناء أو تقديم فدية، وتحدث عن سعي نواكشوط للقيام بكل ما يمكن من أجل إطلاق سراح الرهائن الغربيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذين اختطفوا على أراضيها وعودتهم الى ذويهم، مشيرا الى جاهزية القوات العسكرية لبلده لحفظ و تأمين الوحدة الترابية الموريتانية، كإحدى المقاربات الثلاثة التي قدمها لمعالجة الإرهاب والتطرف. وفي سياق محاولة التأثير على مواقف دول المنطقة في مكافحة الإرهاب، أعلنت باريس عن إلغاء 17.4 مليون أورو من ديونها المستحقة على باريس بعد إمضاء اتفاق “تخفيف المديونية من أجل التنمية، كما أبلغ السفير الفرنسي السلطات الموريتانية دعم باريس الكامل في مواجهتها للإرهاب والجماعات المسلحة الناشطة في منطقة الساحل، قائلا “موقف فرنسا يدعم بحزم مواقف موريتانيا الرافضة للإرهاب والحوار مع القاعدة في المغرب الإسلامي، وباريس مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم العسكري والأمني والاستخباراتي”.