قالت مصادر مطلعة من الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، إن مجموع الدروس الضائعة خلال فترة الإضرابات التي شهدها قطاع التربية أثناء الموسم الدراسي، ارتفع إلى حوالي 20 درسا، منها 13 درسا تم تفويتها في الإضراب الأول الذي شنته نقابات التربية شهر نوفمبر الماضي لمدة تجاوزت ثلاثة أسابيع متتالية وفي ظل هذه المستجدات، تعيش وزارة التربية الوطنية مأزقا كبيرا هذه الأيام لإيجاد طريقة مثلى تمكنها من استدراك هذه الدروس الضائعة، إلا أن هذا الهدف صعب التحقيق برأي الكثير من المتخصصين والمتتبعين لأحوال القطاع، إن لم يكن مستحيلا، بالنظر إلى مجموعة من العوامل، أولها الحجم الكبير للدروس الضائعة لحد الآن من جهة، واقتراب موعد الإمتحانات بالنسبة للتلاميذ، وبشكل خاص المتواجدين منهم في الأقسام النهائية مثل المقبلين على امتحانات شهادة البكالوريا والتعليم الأساسي من جهة أخرى. بالإضافة إلى مطالب التلاميذ التي يلحون فيها على ضرورة مراقبة كيفية الاستدراك لتجنب طرق الحشو وتلقين الدروس عن طريق المطبوعات من أجل التقدم في البرنامج الدراسي وتمسكهم بحقهم في الاستفادة من العطل. وقد تقدمت الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ أثناء الاجتماع الذي عقدته مع مسؤولي الوزارة يوم الأحد الماضي بجملة من الإقتراحات للخروج من هذه الأزمة بأخف الأضرار وتدارك ما يمكن تداركه أثناء المرحلة المقبلة، مبلغة الوزارة، رسميا، رفضها حرمان التلاميذ من حقهم في العطلة الربيعية المرتقبة يوم 18 مارس الحالي، وذلك بتقليص مدتها إلى النصف وهو ما سيفصل فيه مسؤولو الوزارة هذه الأيام. ومع كل هذه المخلفات التي ترتبت عن الإضرابات التي عرفها القطاع خلال الموسم، إلا أن فكرة تنظيم دورة ثانية لامتحانات شهادة البكالوريا غير مطروحة على الطاولة، لأن التركيز سيولى إلى تدارك الدروس الأساسية في البرنامج وإعطاء صلاحية تحديد أسئلة الامتحانات للجنة الوطنية لمتابعة البرامج، التي ستعقد اجتماعها الأخير نهاية شهر ماي لتحديد عتبة الدروس التي تم تلقينها وطنيا للتلاميذ من أجل الاتفاق على التصور النهائي للأسئلة وتسليمها للديوان الوطني للامتحانات لطبعها.