طمأن رئيس الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، السيد دلالو، خلال الندوة الصحفية التي نشطها صباح أمس في مقر الفيدرالية بوهران، مجموع الأولياء بالوطن ودعاهم إلى عدم التخوف من آثار الإضرابات التي يعيشها قطاع التربية حاليا، لأنه لن تكون هناك سنة بيضاء مهما كانت الظروف. ووجه دلالو، الذي كان مصحوبا بأعضاء الفيدرالية، نداء إلى كل نقابات التربية دعاهم فيها إلى التعقل والتبصر، وذلك بالتراجع عن لهجة الإضرابات حفاظا على مستقبل ملايين التلاميذ المتمدرسين الذين ليس لهم أي ذنب في النزاع القائم بين وزارة التربية والأساتذة، مبديا قناعة كبيرة بانفراج الأزمة في القريب العاجل، خاصة أن السلطات العمومية أعطت وعودا بتحقيق كل مطالب المضربين التي تقدمت بها تنسيقية النقابات في الإضراب الذي شهدته كل المؤسسات التربوية خلال شهر نوفمبر الماضي. وأضاف رئيس الفيدرالية بأن الجهود الحالية مركزة لإبعاد شبح السنة البيضاء الذي لا ترغب في الوصول إليه كل الأطراف وفي مقدمتها نقابات التربية، مطالبا هذه الأخيرة بالصبر بعض الوقت ومنح مهلة للجهاز الحكومي لتحقيق الزيادات المطالب بها بأثر رجعي مثلما تم الاتفاق عليه مسبقا، لأنه مهما كان الأمر يتوجب مراعاة مصلحة التلميذ. كما أعلن ممثل الأولياء عن انعقاد اللجنة الوطنية لمتابعة نسبة سير الدروس بداية شهر ماي القادم لتحديد العتبة التي سيتم تسليمها للديوان الوطني للامتحانات، حتى يعتمد عليها من أجل تحرير مواضيع امتحانات نهاية السنة المتمثلة في امتحانات شهادة البكالوريا والتعليم الأساسي، وذلك لضمان امتحان التلاميذ في الدروس التي لقنت لهم خلال الموسم الدراسي الحالي. ويقابل هذا التفاؤل المفرط، الذي عبر عنه رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ أمس، تخوفات كبيرة وشرعية مصدرها تسونامي الغضب الذي سيعصف بالسنة الدراسية الراهنة إذا لم يتم تدخل السلطات في الوقت المناسب، نظرا للدروس العديدة التي ضاعت في الإضراب الماضي ولم يتم استدراكها لغاية اليوم وعودة التصعيد من جديد، لأن هناك ثلاث نقابات فاعلة في القطاع ستشرع في الاحتجاج خلال الأسبوع المقبل لتلتحق بنقابة السناباست التي تدخل يومها الثالث من الإضراب. وحسب تكهنات النقابات، فإن الإضرابات المهدد بها ستشل كل المؤسسات التربوية نتيجة غضب الأساتذة وسخطهم الكبير جراء تأخر الوزارة في تجسيد وعودها وأيضا لأسباب أخرى مثل حرمان الأساتذة من العطلة الماضية وقرار الوزارة بالتدقيق في غيابات الأساتذة.
