أصحاب الكهف هم الذين أكرمهم الله وحفظهم ورعاهم وأنزل سورة الكهف باسمهم، قال تعالى: “إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى” (الكهف 13). فأصحاب الكهف وجدوا قومهم يعبدون الأصنام التي لا تنفع ولا تضر ولم يعبدوا الله الذي خلقهم، ففكر أصحاب الكهف بالعقل والحكمة بأن الله هو المعبود بحق ولا إله إلا هو، فتركوا ديارهم وقومهم من أجل الآخرة وتركوا الدنيا الفانية وباعوها من أجل الآخرة حتى اتجهوا إلى الكهف وطلبوا العون والرحمة والرشد من الله، قال تعالى:”فأوُوا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا” (الكهف 16)، والكلب ترك الوطن ومشى معهم، وقد ناموا بقدرة الله القادر المقتدر 309 سنوات، وبعد هذه المدة بعثهم الله سبحانه ليعلمهم أن وعد الله حق وأن الله ينصر عباده الموحدين، فقد وجدوا الدنيا تغيرت والنقود تبدلت فأنهم كانوا في تعقل وتدبر وحكمة. ولقد ذكرهم الله في القرآن ليتعلم منهم البشر إعمال العقل وترك العواطف والبعد عن الجهل والتعصب وأنهم لم يعبدوا الأصنام مثل قومهم واغتروا بالحياة الدنيا، وإنما عملهم لله يرجون من ورائه رحمة ربهم.