وأكد العمال في مراسلتهم لمؤسسة التسيير السياحي، التي أشرفت علي صفقة خوصصة الفندق لفائدة أحد رجال الأعمال، أنهم لن يقبلوا بالتنازل عن حقوقهم ومناصبهم إلا إذا حصلوا على ضمانات أكيدة، بما فيها حقهم في التأمين والمنح، خاصة وأن أغلبهم عملوا بالفندق لمدة تفوق عشر سنوات، قبل أن يتخذ قرار خوصصته في ظروف لا تزال غامضة بالنسبة للعمال، خاصة فيما تعلق ببنود عقد بيع الفندق لرجل الأعمال، وكذا دفتر الشروط. إذ يمنح دفتر الشروط، حسب الوثائق التي اطلعت عليها "الفجر"، المالك الجديد حق استغلال المرافق ولكن لا يجبره على الحفاظ على نشاطه السياحي بعد فترة خمس سنوات من الاستغلال، الأمر الذي اعتبره العمال قرارا غير معقول، يسمح للمالك بتغيير نشاط الفندق أو هدمه، علما أن "فندق الشرق" لعنابة يعد معلما تاريخيا للمدينة، إذ أوت غرفه منذ 1880 شخصيات تاريخية مثل كارل ماركس 1880، شارل ديغول، عبد الحليم حافظ وغيرهم من السياسيين والفنانين العرب والأوروبيين. وناشد العمال وزارة السياحة وأعلى السلطات التدخل لإنقاذهم وانقاذ مناصب عملهم، معتبرين أن قرار خوصصة الفندق كان خطأ كبيرا على الدولة تصحيحه، خاصة أن المؤسسة كانت تحقق أرباحا معتبرة عندما كانت تابعة للقطاع العام، مؤكدين أن عملية الخوصصة لم تسفر سوى عن تردي أوضاع الفندق، المهمل منذ ثلاث سنوات، بسبب الصراع القائم بين العمال ومالكه الذي وصل إلى رفع شكوى ضد مؤسسة التسيير السياحي لعنابة التي أبرمت صفقة البيع، محاولين تحميلها مسؤولية الحفاظ على حقوقهم ومناصب العمل. ويضم فندق "الشرق" الذي تمت خوصصته بمبلغ 20 مليار سنتيم 45 غرفة من الطراز الكلاسيكي، ومرافق إدارية إضافة إلى مطعم فاخر يوفر أكثر من خمسين وجبة وشرفة واسعة، مطلة على ساحة الثورة بعنابة زيادة على مقهى راق وحانة على الطراز الأوروبي، كلها مغلقة منذ ثلاث سنوات لأسباب تظل مجهولة، في حين كان الفندق يوفر سنويا مداخيل تفوق العشرين مليار سنتيم، حيث كان يسمى جوهرة "الشرق".