أثار الأطباء الممارسون والأخصائيون الذين اعتصموا أمس السبت في ساحة المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، أزمة الأدوية التي لاتزال تعرف ندرة بالمستشفيات ومؤسسات الصحة الجوارية، خاصة ما تعلق منها بالأمراض المزمنة ولقاحات الأطفال، لتبقى الإجراءات التي تحدث عنها وزير الصحة بتسوية المشكل مجرد وعود لا أكثر، حسب المحتجين الذين تمسكوا بمواصلة احتجاجاتهم، مهددين بالتنسيق مع عمال قطاع التربية للضغط على السلطات العمومية. ندرة الأدوية ولقاحات الأطفال مستمرة منذ 6 أشهر وتصريحات الوزير مجرد وعود عاد نهاية هذا الأسبوع الأطباء الممارسون والأخصائيون إلى جو الاحتجاجات والاعتصامات تلبية للنداء الذي وجهته كل من النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية ونقابة الممارسين الأخصائيين، ونظموا تجمعا بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، أرفق بمسيرة احتجاجية بساحات المستشفى، حيث تعالت أصواتهم بالشعارات المنددة بالسياسة المنتهجة من قبل الوزارة الوصية، مطالبين بإنقاذ قطاع الصحة قبل فوات الأوان، وتدخل رئيس الجمهورية، في الوقت الذي جندت فيها قوات مكافحة الشغب نفسها للتدخل خوفا من محاولة تسلل المحتجين إلى الخارج. وقد عبر الأطباء المحتجون عن تمسكهم بالمطالب المرفوعة وطالبوا بركات بتعهد كتابي يخص إعادة النظر في القانون الأساسي ومناقشة جدية لملف التعويضات في أقرب وقت. وفي الموضوع، صرح رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية مرابط الياس، أن إرغام الأطباء المضربين على العودة إلى مناصبهم لم يحل الأزمة مع الوزارة الوصية، منددا في الوقت ذاته باستمرار الوصاية رغم كل الإعتصامات والاحتجاجات، بصمتها الرهيب الذي قتلت به كل آمال الأطباء في تحسين الوضعية الاجتماعية والمهنية للأطباء والمرضى على حد سواء، مستنكرا جلسات الصلح الفارغة التي تدعو إليها الوزارة، مؤكدا أن النقابتين تواصل مقاطعتها لاعتمادها على لغة الخشب. ويحدث هذا في ظل المشاكل التي لاتزال تعصف بقطاع الصحة، حسب رئيس نقابة الأخصائيين، الدكتور يوسفي، الذي لم يشهد حسبه الاستقرار أبدا رغم كل المشاريع الإصلاحية التي تداولت عليه والدليل على ذلك أنه في مدة 10 سنوات تداول على الوزارة 7 وزراء، ما يعكس عدم استقرار هذا القطاع، مؤكدا على الاستمرار في الاحتجاج على الوضع القائم، قائلا ”إن القضية أصبحت اليوم مسألة كرامة للطبيب وممارس الصحة في الجزائر”. وأشار المتحدثان إلى الاجتماع التنسيقي الذي سيجمع النقابتان بنقابتي التربية ”الكناباست” و”الانباف” غدا الاثنين قصد مناقشة مشروع تكتل وتنسيق نقابي من أجل الضغط على السلطات العمومية وإسماعها صرخة الطبيب والمعلم اللذان وصفا ب ”المجروحين والمهانين”. وفي شق آخر، استغل مرابط الياس الفرصة للتحدث عن أزمة الأدوية، في إشارة منه بالخصوص إلى أدوية الأمراض المزمنة على غرار مرض الكبد الفيروسي، زيادة على لقاحات الأطفال، التي أرجعها إلى سوء تسيير المنظومة الصحية، مشيرا إلى الأوضاع المتدهورة التي تشهدها المستشفيات العمومية جراء ذلك. وأوضح المتحدث في هذا الصدد، أن هذه الندرة مستمرة منذ ستة أشهر، ورغم ذلك لم يتحرك الوزير لمعالجتها، ما أحدث توترا بين الأطباء والمرضى، مفندا تصريحات هذا الأخير الذي وعد بتسوية نقص لقاحات الأطفال مع نهاية الشهر الحالي واعتبرها مجرد وعود، باعتبار الوزير، على حد قوله، لم يتخذ أية إجراءات على أرض الواقع للقضاء على هذا النقص الذي أدى إلى تأخير التطعيم الموجه إلى الأطفال.