اختتمت، سهرت أول أمس، بقاعة المحاضرات بفندق السفير بالعاصمة، فعاليات “الملتقى العربي الثاني حول الكتابة النسائية وقضايا المرأة”، الذي بادرت بتنظيمه جمعية المرأة في اتصال، وتحت رعاية خاصة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، حيث شهد اليوم الأخير من التظاهرة، خروج المحاضرات بعدة توصيات علوية صبح : نزار قباني عبّر عن المرأة كموضوع للاستهلاك الجنسي تدعو إلى منح المرأة المبدعة في عالمنا العربي، هامشا أكثر من الحرية، لتتحدث من خلاله عن القضايا التي تخصها، دون شعور بالعقدة من الآخر. وقدمت ضيفات الجزائر، خلال اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى، مداخلات حول محور “تمثلات الجسد في الثقافة العربية”، نشّطتها نخبة من الباحثات والروائيات العربيات، وفي هذا الصدد ارتكزت مداخلة الباحثة الجزائرية نسيمة بوصلاح على ملاحقة الشخصيات الأنثوية في المنجز السردي الشائع في الشرق الجزائري وبخاصة في قسنطينة “قصة البوغي”، مركّزة على أكثر الشخصيات الأنثوية بروزا وتأثيرا في الحدث، وهي نجمة بطلة القصة التي تقع في حب محرّم اجتماعيا ويفضي بها فعلها فيما بعد إلى الانتحار كنوع من القصاص السردي. وأبرزت بوصلاح في مداخلتها السطوة الذكورية التاريخية التي عانت وتعاني منها المرأة في قالب سردي وبأدوات سردية تتكشّف من خلال إجراء التحليل السردي داخل مثل هذه البُنى الحكائية وتفضي في النهاية بالبنية الذهنية والإيديولوجية، التي تحكم مثل هذه النصوص التي هي في النهاية نتاجات وإفرازات سوسيولوجية محضة. من جهتها، اعتبرت الباحثة فاطمة الحاجي، من ليبيا أن موضوع الجسد لا ينحصر في كيفية طرحه باعتباره مفهوما وجوديا، وإنما ترى أنه من الضروري طرح العديد من الأسئلة تتعلق بما يعنيه الجسد في القضايا المصيرية مثل الاستنساخ وحول منع ارتداء المنقبات. واعتبرت المتحدثة أن موضوع الجسد أصبح ذو أبعاد عالمية بغض النظر عن مفهومه المرتبط بعلاقة الرجل بالمرأة. فيما أكدت الروائية اللبنانية، علوية صبح، أنّ الجسد أصبح بالنسبة للبعض معادلا للجنس، ممّا يبعده عن إنسانيته. وأضافت صاحبة رواية “اسمه الغرام”، أن هناك العديد من الأسئلة التي تواجه الأدب على مستوى الجنس أو الرغبة، بحيث يمكن للكتابة أن تحمل كل عوامل الطوفان الجنسي وكل تبعاته النفسية لوصل ما انقطع بين اللغة والجسد. وأبرزت علوية، من جهة أخرى، أن أي كتابة تكتبها المرأة لا بد أن تتساءل عن نوعية الخطاب الذي تحمله المرأة التي نطقت عن ذاتها الضيقة. وفي سياق متصل، قالت صبح، إنها أرادت من خلال روايتها “اسمه الغرام”، التي أثارت جدلا واسعا في الوسط الثقافي اللبناني والعربي على حدّ سواء، أنّ تجيب على كل ما له علاقة بالتربية التي تكبت المرأة، حيث كتبت عن بطلة لا تخجل من جسدها واستنطقته في الغرام والحمل. وختمت علوية صبح مداخلتها قائلة “نزار قباني عبّر عن المرأة الفتية كموضوع للاستهلاك الجنسي وأنا مدحت المرأة في منتصف العمر لأن الجسد حياة ولغة فهو لا ينتهي إلا حينما تنتهي الحياة، لذلك فإن روايتي كانت صادمة للخطاب الذكوري”.