لنا الشرف العظيم بجميل العرفان وأسمى العبارات تحية وامتنان لما أنجزتموه من ترميم وإعادة بناء زاوية بومعالي بعد التخرب الذي مسّها. غير أنه وبعد هذا الإنجاز، الذي لا يسع إلا أن نشكركم عليه، لاحظنا بأن الزاوية قد تحوّلت إلى متحف للبطلة الشهيدة ”فاطمة نسومر” ونحن لسنا ضد إقامة المتحف بمقام هذه البطلة الشهيدة لحفظ وتخليد ما حققته من مآثر ونقله للأجيال القادمة، غير أن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب طمس أكثر من 200 قبر ومؤسسة الزاوية التي أسّسها في أواخر القرن السادس عشر ميلادي وهي منذ ذلك الحين عبارة عن مركز إشعاع علمي ديني ثقافي إلى منتصف السبعينيات من القرن العشرين ولا زال من درسوا وحفظوا فيها القرآن الكريم يزاولون أنشطة مختلفة في مجالات الحياة إلى يومنا هذا. إنه بعد قيام السلطات المحلية الولائية التفات إلى هذه المنطقة وإعادة ترميم وبناء الزاوية استحسن سكانها العمل، إلا أنها كانت مفاجئة بعدما قامت به السلطات الولائية بتحويل الزاوية إلى متحف تخليدا للشهيدة ”فاطمة نسومر” وإهانة وطمس أكثر من 200 قبر. ومن بين هذه القبور قبر الباي محي الدين وعائلته والوالي الصالح وعائلته وشيوخ المنطقة وأهاليهم الذين كانوا يزاولون دراستهم في حفظ القرآن والدين الحنيف في هذه الزاوية. سيادة الرئيس بما أنكم قمتم عدة مرات بتخليد وإكبار الزوايا المتواجدة عبر التراب الوطني، فإننا نطلب منكم تدخلا وفتح تحقيق والوقوف على حقيقة كيف تم طمس وإهانة أكثر من 200 قبر وحرمان أهالي المنطقة من زيارة قبور ذويها بسبب إنشاء المتحف تخليدا للشهيدة ”فاطمة نسومر” دفن أصحابها على فترات متعاقبة بالمنطقة تمت على حسابها علمية الترميم، منها ما يعود للقرن السادس عشر ومنها ما هو حديث الدفن حتى في سنوات التسعينيات الماضية. نحن العائلات نطالب بإعادة الاعتبار لمؤسّس الزاوية التي تم ردم قبره تحت أنقاض هذ المتحف وعلى غرار باقي القبور وكذا إخراج التماثيل التي تم وضعها بالمتحف فوق أضرحة الشيوخ الأجلاء وتحويل المتحف إلى مكان آخر غير هذه الزاوية. سيادة الرئيس نحن أيضا نريد تخليد هذه الشهيدة الفاضلة التي هي في قلوبنا بعدما تم احتضانها من طرف الباي محي الدين في ذلك الوقت أن يتم إنجاز معلم ومتحف تاريخي بمكان آخر بعيد عن الزاوية والقبور التي هي لموتانا احتراما لها ولمؤسسة الزاوية، ونتمنى أن يكون ذلك في أقرب وقت، لنذكركم أننا قمنا بتوجيه عدة طلبات إلى كل من المسؤولين المحليين بما في ذلك والي ولاية المدية ووزيرة الثقافة ومدير الثقافة ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، لكن لم يظهر على طلباتنا أي خبر. ونرجو أن يتم تدخلكم للحفاظ على الزاوية وقبور أهاليها، ونكون عندئذ شاكرين لكم الجميل. تقبّلوا منا سيادة الرئيس فائق عبارات التقدير والاحترام. جماعة من زاوية بومعالي