أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، استحالة تحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل ما لم تقم الأخيرة برفع الحصار عن 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة وتسمح لهم باستعادة كرامتهم ونقلت صحيفة “التايمز” البريطانية، الإثنين، عن أشتون قولها “حين زرت غزة قبل ثلاثة أشهر كأول مسؤول سياسي بارز تسمح له إسرائيل بالدخول إلى القطاع كنت شاهدا على محنة سكانه ووجدت الظروف غريبة وقاتمة الناس يحملون البضائع على عربة يجرها حصان وقائمة السلع المسموح لهم باستيرادها تتحدى المنطق...”. وقالت آشتون “إن الأطفال في غزة يحرمون من التعليم الأساسي لأن النزاع أدى إلى تدمير العديد من المدارس، كما أن الحصار يحرم غزة من الطوب والإسمنت لإعادة بنائها ويؤذي الناس العاديين ويمنع إعادة الإعمار ويغذي التطرف...”. وأضافت “لا أحد يمكن أن يعتقد بعد الآن أن السلام يمكن أن يتحقق من خلال حرمان أكثر من مليون من الرجال والنساء والأطفال من وسائل الرعاية لأنفسهم ولبعضهم البعض”. وقالت كاترين آشتون إنها “تسعى الآن إلى فتح المعابر إلى قطاع غزة بصورة دائمة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية والسلع التجارية والسماح للمدنيين بحرية الحركة من وإلى القطاع، وهو ما طالب به مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، بل هو أيضا ما وافقت عليه إسرائيل مع السلطة الفلسطينية عام 2005”. من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في تصريح له عقب محادثات أجراها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أول أمس الإثنين، إن اللجنة التي شكلتها الحكومة الإسرائيلية للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي على “أسطول الحرية” الذي كان متوجها إلى قطاع غزة المحاصر في المياه الدولية “لا تستجيب لطلب مجلس الأمن الدولي”. وأضاف “نحن موافقون تماما على تشكيل لجنة التحقيق التي أعلن عنها مجلس الأمن الدولى وعلى إسرائيل رفع الحصار المفروض على شعبنا”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد الأسبوع الماضي على وجوب منح المجتمع الدولي دورا مهما في التحقيق الإسرائيلي. وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الرئيس الفلسطيني لفرنسا تأتي في ختام جولة له شملت كلا من الولاياتالمتحدة وإسبانيا وفرنسا، وأكد خلال لقاءاته مع رؤساء الدول الذين اجتمع معهم على أهمية إنهاء الحصار المفروض على غزة.