طالب المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني وزير التربية بفتح تحقيق حول تسيير أموال الخدمات الاجتماعية بدلا من مواصلة تهديداته ضدهم، بفتح ملفات خاصة بالنقابيين واتهامهم باستعمال النقابة لأغراض سياسية، متوعدا بدخول اجتماعي ساخن وتعفين الأوضاع في السنة الدراسية المقبلة. استنكر المكتب الولائي ل “الكناباست” ببومرداس، في بيان له استلمت “الفجر” نسخة منه، التصريحات الاستفزازية الصادرة عن وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد خلال زيارته الأخيرة للولاية، والتي اتهم فيها النقابيين بالسعي وراء تحقيق مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة التلاميذ واستخدام النقابة لأغراض سياسية، متوعدا بفتح دفاتر وملفات خاصة لكل النقابيين. واعتبر مجلس “الكناباست” اتهامات بن بوزيد باطلة، حيث “تجاوزه الزمن وفقد جاذبيته”، على حد قول موقع البيان، المنسق الولائي، صالحي عبد الرزاق، مضيفا “أنه إذا كان الدفاع عن المطالب الاجتماعية والمهنية للأستاذ يعد نشاطا سياسيا، فنحن بهذا المفهوم نعتز بممارسة السياسة”. ووصف تهديد الوزير بفتح ملف النقابيين بالعمل البوليسي الذي يتنافى والتشريعات والقوانين المعمول بها، معتبرا إياه مساسا مفضوحا بالحريات العامة عموما والحريات النقابية خصوصا، مطالبا بالمناسبة بفتح ملفات تسيير أموال الخدمات الاجتماعية وفتح تحقيق حول التمثيل النقابي لبعض النقابات التي ليس لها أي أثر ميداني، في الوقت الذي تتمتع فيه بحصانة وامتيازات من طرف الوزارة الوصية. وطالب صالحي عبد الرزاق، الوزير بأسباب هذه التصريحات، متسائلا: إن كانت بناء عن تقارير سرية مغلوطة صادرة عن مديرية التربية، فإنه مطالب بالكشف عنها وإطلاعهم عليها، أم أنها تدخل الهدف في إطار مواصلة الضغط والتضييق على الممثلين النقابيين ومحاولة تكسير النقابة؟ وأكد البيان أن قمع الوصاية يتواصل رغم صمت “الكناباست” بعدة تجاوزات، أهمها تأخر دفع المخلفات المالية الخاصة ب 2008 إلى غاية 13 جوان الجاري، وتعاملهم بأعصاب باردة عملا بمصلحة فيما تعلق بموضوع إدراج أسماء الممثلين النقابيين في القائمة السوداء، وإقصائهم من عملية تصحيح البكالوريا. وتوعدت النقابة بدخول اجتماعي ساخن في حال استمرت تهديدات الوصاية، خاصة على مستوى بومرداس، في محاولة تكرار سيناريو هذا العام الذي صعب من مديرة التربية بالولاية على استكمال البرنامج الدراسي، والتي استنطقها وزير التربية عند انعقاد الندوة الوطنية لتحديد البرامج يوم 26 ماي، مرجعة الأسباب إلى الإضرابات المتكررة. هذا ويجدر القول أن عدة ولايات أجلت الاحتجاجات للدخول المقبل على غرار ولاية مستغانم، زيادة على التهديد الذي وجهه الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الذي أكد انه إذا لم يتم تلبية مطالبهم فإن إضرابات أكثر حدة منتظرة السنة الدراسية 2011/2010، بعد رفض الوصاية تلبية مطلب طب العمل والخدمات الاجتماعية وإضافة منحة جديدة لكل عمال القطاع.