انغمست العاصمة الكاميرونية، ياوندي، في حالة من البؤس، حيث فشلت الأسود التي لا تقهر في إثبات أحقيتها بهذا اللقب، وأصبحت أول فريق يودّع نهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا عادت الجموع إلى مساكنها قادمة من الحانات وساحات المشجعين التي انتشرت بها الشاشات العملاقة، في حالة من الصمت، بعد مشاهدة فريقهم يخسر أمام الدنمارك. وبدأت المباراة بالكثير من الأمل بين المشجعين، بعد أن أعاد المدرب بول لوغوين، ألكسندر سونغ إلى تشكيلة الفريق مخلفا اعتقادا بين الجماهير أن لاعب خط وسط أرسنال الإنجليزي سيقود الفريق نحو الفوز. وقال أحد المشجعين المتفائلين "سنرى ما سيفعله سونغ اليوم، سيوقف جميع الهجمات الدنماركية، وسيمدنا بالكرات التي نحتاجها". وخرج المشجعون إلى الشوارع للاحتفال عندما سجل صامويل إيتو هدف السبق للفريق، متوقعين فوزا عريضا في هذه الليلة بعد أن عرف مهاجهم طريق الشباك. ولكن بدلا من الركض فرحا، انهمرت الدموع عندما سجل الفريق الدنماركي هدف التعادل بعد مرور النصف ساعة الأولى، لتدب حالة من الصمت بين المشجعين، وتقتصر الأصوات على ضجيج آلة الفوفوزيلا المنبعثة من الشاشات العملاقة. وعندما تقدمت الدنمارك وفشل الفريق الكاميروني في استغلال الفرص التي سنحت لها بدأت الجماهير في سب اللاعبين. مدرب الدنمارك يمتدح فريقه أكد مارتن أولسن، المدير الفني للمنتخب الدنماركي لكرة القدم، أن فريقه يتوجب عليه تطوير أدائه، وإلا فإنه لن يعبر إلى الدور الثاني بنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. وأعرب أولسن عن سعادته بأداء فريقه برغم تحويل تأخره بهدف أمام الكاميرون إلى الفوز 2/1، أمس الأول، في المجموعة الخامسة للمونديال. وقال "لقد ارتكبنا حتى الآن العديد من الأخطاء البدائية..لا يمكنني أن أسمح للاعبين بذلك، يجب أن نصحح ذلك، وبالتالي لم أكن سعيدا. بعض اللاعبين لم يظهروا بشكل جيد ولكنهم كافحوا". والفوز رفع رصيد الدنمارك إلى ثلاث نقاط بالتساوي مع اليابان، ولكن الفريقين سيدخلان صراعا مريرا لانتزاع بطاقة التأهل الثانية إلى دور الستة عشر. وخرجت أسود الكاميرون من المونديال مبكرا فيما وضعت هولندا، التي تلتقي مع الكاميرون في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، قدما في دور الستة عشر بعد أن جمع ست نقاط من انتصارين. بول لوغوين ينفي الرحيل رغم الإقصاء أكد بول لوغوين المدير الفني للمنتخب الكاميروني لكرة القدم أنه لا يعتزم مطلقا الرحيل عن الفريق برغم الخروج من الدور الأول لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. وباتت الأسود التي لا تقهر أول فريق يودّع كأس العالم بعد أن خرج خالي الوفاض من المونديال بدون أي نقطة بعد الهزيمة في مباراتين، كانت آخرهما أمام الدنمارك في بريتوريا بعد السقوط أمام اليابان. والفوز رفع رصيد الدنمارك إلى ثلاث نقاط بالتساوي مع اليابان، ولكن الفريقين سيدخلان في صراع مرير لانتزاع بطاقة التأهل الثانية إلى دور الستة عشر.ويعود الفضل بشكل كبير للمدرب لوغوين في قيادة الفريق الكاميروني إلى كأس العالم بعد البداية الباهتة في مجموعة التصفيات الأفريقية، التي ضمت طوغو والغابون والمغرب. ونفى المدرب السابق لفريق ليون أن تتسبب الهزيمة أمام الدنمارك في إنهاء عقده مع الاتحاد الكاميروني لكرة القدم قبل نهايته تلقائيا الشهر المقبل. وأوضح لوغوين "لن أستقيل" واصفا تدريب منتخب الكاميرون بأنها "مهمة رائعة ولكن صعبة". وتابع "إنها خيبة أمل كبيرة أن نخسر، ولكننا لم نستغل الفرص التي سنحت لنا برغم أننا قدمنا أقصى ما بوسعنا، أعود إلى البلاد بحالة من الآسى، لقد خرجنا من المونديال ولا أجد ما يواسيني في ذلك". وأكد لوغوين أنه غير خائف من العودة إلى الكاميرون مع الفريق بعد الإخفاق في المونديال.