تعود وقائع القضية إلى شهر ديسمبر الماضي عندما تلقت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بوادي السمار مكالمة هاتفية على الساعة العاشرة والنصف ليلا من طرف أعوان الأمن المكلفين بمهمة الحراسة على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات الكائنة بالمنطقة الصناعية بوادي السمار، مفادها وجود شخص مختبئ تحت صفائح حديدية وبحوزته خمسة أكياس معبّأة بمادة الخيط المسروق والذي يستعمل في العمليات الجراحية· وعند تنقل رجال الدرك إلى عين المكان، تم التعرف على الجاني وهو المدعو ع·ه الذي يعمل بنفس المؤسسة كعون مخزن وبحوزته خمسة أكياس مملوءة ب300 علبة خيط الجراحة وحوالي (10800) وحدة خيط· ووقعت السرقة بمستودع تخزين الأدوية الكائن وسط الصيدلية المركزية للمستشفيات، وبالضبط في الغرفة الخاصة بتخزين خيط الجراحة· وأثناء عملية التحقيق، اعترف المتهم ع·ه بالجرم المنسوب إليه، وصرّح أنه اتفق مع م·م، عون أمن بنفس المؤسسة، من أجل القيام بالسرقة يوم مناوبته في العمل· وبتاريخ 1 ديسمبر 2007 بعد انتهاء فترة عمل المتهم ع·ه مساء، اختبأ داخل المخزن مستغلا وظيفته كعون مخزن، وبحلول الظلام صعد إلى مكان تواجد الخيط وقام بتعبئة 300 علبة من الخيط التي تعادل 5 صناديق داخل أكياس، ثم اتصل بشريكه م·م ليفتح له الباب ويؤمّن مسلكه، وأثناء محاولة القفز من أعلى الشباك، انكشف أمره وأمسك به· كما أضاف المتهم أثناء تصريحاته بأنه سبق له وأن سرق رفقة م·ع، عامل بنفس المؤسسة ولعدة مرات، ولم يكتشف أمرهما لأن المدعوم·ع كان في كل مرة يقوم بتحويل زاوية مراقبة أجهزة الكاميرا التي كانت متجهة نحو الباب الخلفي للمستودع لتجنب تسجيله أثناء إخراجه للبضاعة من المخزن· وتعتبر المرة التي ضبط فيها متلبسا، الرابعة التي يسرق فيها، وصرح بأن البضاعة بعد سرقتها يقوم م·م بتصريفها· وأضاف هذا الأخير بأنه قام بعملية السرقة خمس مرات، وكل عملية يقوم بها رفقة ع·ه بسرقة كيسين يحتوي كل كيس على 60 علبة خيط جراحة، ويقومان بنقلها على متن سيارة من نوع "بيجو 206" ملك ل م·ع، وبعد توقيف هذا الأخير عن العمل بالصيدلية المركزية، تم الاتفاق بينه وبين ع·ه على القيام بعمليات مشابهة، حيث قاما بالسرقة 3 مرات متتالية· أما مدير الوحدة بالصيدلية المركزية للمستشفيات، فقد صرّح لمدير الأمن بأنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المؤسسة لعملية السطو التي كانت دائما تقيّد ضد مجهول· وقدّرت القيمة الإجمالية للخيوط المسروقة ب 000·776·152·2 دج، أما مكتشفا الجريمة فهما عونا أمن مكلّفين بالحراسة، حيث أثناء قيامهما بدورية عادية سمعا ضجيجا بالقرب من أحد المساكن الجاهزة التي توجد بداخلها مواد بلاستيكية مهملة، وعند تفقّدهما لمصدر الضجيج، تفاجآ بوجود 5 أكياس مرمية معبّأة بخيط الجراحة وع·ه مختبئ بجانبها تحت صفائح حديدية· وبإحالة المتهمين ع·ه، م·م وم·ع على محكمة الحراش، أحيلت الكلمة لدفاع الصيدلية المركزية التي تأسست كطرف مدني، والذي أدان بشدة الجرم المقترف بالنظر إلى أهمية المادة المسروقة بالنسبة للمرضى، وطالب بتطبيق القانون بصرامة ضد المتهمين، أما النيابة العامة فقد طالبت بتكييف القضية من جنحة إلى خيانة· وبعد المداولات القانونية، قضت هيئة المحكمة بخمس سنوات سجنًا وعشرة ملايين غرامة مالية في حق كل واحد من المتهمين الثلاثة·