بعدما كان يستقبل فقط طائرات من نوع "بيشكرافت كينغ إير" (بسبعة مقاعد) خلال ثمانينات القرن الماضي، شهد مطار فرحات عباس بجيجل، أمس نزول أول طائرة إيربيس من نوع أ 321 وشكل هذا المطار خلال الحرب العالمية الثانية قاعدة لاستقبال وتحليق الطائرات العسكرية كما استعمل بعد ذلك خلال فترة الثورة التحريرية من طرف القوات الاستعمارية قبل أن يتعرض للإهمال بعد العام 1962 ليحتضن بعدها ناديا محليا للطيران. وبرزت فكرة فتح هذا المطار أمام الملاحة الجوية لضمان رحلات بين جيجل والعاصمة "بخجل" مع مطلع الثمانينات، إذ تجسد ذلك من خلال حركة الطائرات الصغيرة من نوع "بيشكرافت كينغ إير" ذات السبعة مقاعد في ما كان يسمى سابقا بمطار الأشواط وذلك كله وسط طبيعة خضراء هادئة. وكان مدرج المطار وهو في حالة متردية آنذاك يستقبل هذه الطائرات التي كانت تحلق بين جيجلوالجزائر العاصمة وسط رياح قوية ومع ذلك فإن هذه الطائرات الصغيرة كانت دائما ممتلئة بالنظر للتسعيرات التي كانت مطبقة آنذاك. وتميزت هذه الحركة بوتيرة ذهاب ورجوع بين المدينتين مرة أو مرتين في الأسبوع. وبهبوط طائرة من نوع إيربيس أ 321 تابعة لإير ميديتيراني قادمة من باريس (فرنسا) بمدرج مطار فرحات عباس، يكون قد دشن أول ربط دولي بين جيجل ومدن فرنسية. وكان 205 مسافر على متن هذه الطائرة التي تتسع ل220 مقعد والتي ستضمن من الآن فصاعدا وكل يوم إثنين (صباحا وبعد الظهر) رحلات بين جيجل وباريس (أورلي) وميلوز. وتلقى المسافرون الذين كانوا على متن هذه الرحلة وأغلبيتهم من ولاية جيجل بارتياح كبير هذه المبادرة الموجهة إلى فك العزلة عن المنطقة وتسمح لها بأن تنفتح على العالم الخارجي. ومن بين المسافرين الذين كانوا على متن هذه الرحلة المدير التجاري لإير ميديتيراني دومينيك مرش الذي أفاد بأن الشركة التي يمثلها تتطلع "لضمان هذا لربط طيلة السنة" وتفكر من الآن في "مضاعفة الدورات" بين جيجل والمدينتين الفرنسيتين باريس وميلوز. وبالإضافة إلى جيجل فإن الشركة الفرنسية لاستئجار الطائرات إير ميديتيراني تضمن كذلك الربط انطلاقا من وهران وعما قريب انطلاقا من الجزائر العاصمة، حسب ذات المسؤول الذي تفاجأ بالزغاريد بمدخل قاعة النزول، حيث كانت مختلف المصالح التابعة لشرطة الحدود والجمارك مسخرة لمعالجة هذه الرحلة الجوية الدولية الأولى.