الجامعة العربية تتحرك لدفع الجزائر لعدم المس بالمصالح الاقتصادية المصرية في الجزائر! فالجامعة العربية لا تتحرك إلا إذا مست المصالح المصرية تحت أي ظرف! ترى لماذا لم تتحرك الجامعة العربية عندما فرضت مصر التأشيرة على الجزائريين؟! ولماذا لم تقل لمصر: إن هذا يمس بمسعى الوحدة العربية الذي تسعى إليه الجامعة العربية كما تفعل اليوم مع موضوع التبادل التجاري بين مصر والجزائر؟! في الستينيات ناضل "العروبيون" الجزائريون بشراسة لرفع التأشيرة بين الجزائر ومصر! وكان المصريون يعانون من موضوع التأشيرة التي تفرضها عليهم الجزائر! لكن مع الأسف عندما بدأت الجزائر تدخل النفق المظلم في المشاكل الداخلية.. كانت مصر أول من تخلى عنها وفرضت التأشيرة على الجزائريين دون حتى أدنى تشاور مع الجزائر.. لأن مصر آنذاك تصرفت من منطق السيادة! لكن اليوم لماذا تتدخل الجامعة العربية لدى الجزائر عندما تتخذ إجراءات اقتصادية نابعة من منطق السيادة أيضا! عندما اتخذ المغرب إجراء فرض التأشيرة على الجزائريين كان رد فعل الجزائر مدويا وفي مستوى قرار المغرب.. فتم إغلاق الحدود كلية وليس فرض التأشيرة على المغاربة!؟ وبقي المغرب 18 سنة وهو يطالب بفتح هذه الحدود! لكن الجزائر لم تعامل مصر بالرد المطلوب عندما فرضت التأشيرة على الجزائريين! حجة مصر في فرض التأشيرة على الجزائريين كانت حماية السياحة المصرية من ضرر الجزائريين! ولسنا ندري لماذا لم يمس الجزائريون بسمعة السياحة في تونس الشقيقة؟! هل يعقل أن بلدا مثل مصر ينشئ الجامعة العربية لتوحيد العرب ثم يفرض على رعايا الدول العربية الفيزا كي يتوحدوا مع مصر؟! لهذا فأنا أطالب دائما بإنهاء هذه الجامعة العربية التي تحولت إلى ملحقة تعيسة لمصالح الخارجية المصرية.. وحتى مسألة التدوير لم تعد مقبولة الآن! الجامعة العربية الآن تحاول أن تكون ملحقا تجاريا لمصر لدى الدول العربية تخدم المصالح المصرية فقط! مثل حكاية السوق العربية المشتركة! والتي حولت العرب إلى سوق للمصريين ليس إلا؟! الآن الجزائريون لا يريدون رفع الفيزا مع مصر! ولا يريدون علاقات تجارية تفضيلية.. ولا يريدون بقاء الجزائر سوقا للسينما المصرية.. ولا يريدون سوقا عربية مشتركة عمدتها مصر.. ولا يريدون جامعة عربية بهيمنة مصرية.. يجب أن يفهم هذا جيدا المصريون! لقد آن الأوان لأن تدفع مصر فاتورة كل تجاوزاتها في حق الجزائر والتي مارستها طوال سنوات بعنجهية وتفرعين!