يعتبر جهاز العروس من العادات التي ما زالت العائلات الجزائرية متمسكة بها إلى اليوم، ولكن مع غلاء المعيشة أصبح من الصعب على العروس أن تغطي تكاليفه، رغم أنها مطالبة بتجهيز نفسها والاستعداد إلى دخول بيت الزوجية للظهور بأبهى حلة أمام أهل الزوج قامت ”الفجر” باستطلاع الأسواق الجزائرية لمعرفة مغامرات الفتاة العروس في اقتناء جهازها وكذا التقيد بميزانيتها المحدودة والاقتصاد قدر الإمكان للحصول على أشياء كثيرة وبأسعار معقولة تتناسب ونقودها. فرح موظفة عادية بإحدى المؤسسات التقيناها ب”مارشي ”12 ببلكور تقول بأن دخلها الشهري قليل ولا يغطي احتياجاتها كاملة من لباس وفراش وغيرها من الأشياء الضرورية التي يجب أن تأخذها معها العروس إلى بيتها. وذهبت نسيمة التي التقيناها بسوق علي ملاح بالعاصمة إلى أنه على العروس أن تجهز نفسها، إلا أن أسعار الملابس والأزياء التقليدية كالكاراكو وجبة قسنطينة أسعارها خيالية، إذ تصل إلى 10 مليون سنتيم، وعليه فالعروس مطالبة بتوفيرها لتفادي الخزي أمام أهل العروس. وأردفت قائلة ”إن العروس ذات الإمكانيات المحدودة من الصعب عليها توفير كل الجهاز، لذا تلجأ إلى كراء الأزياء التقليدية”. ولمعرفة أسعار كرائها، توجهنا إلى إحدى محلات كراء الملابس التقليدية بالعاصمة وكان لنا حديث مع صاحبها، حيث قال هذا الأخير بأن العرائس على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية تقصدنه لكراء الملابس التقليدية المكلّفة مثل الكاراكو، المنصورية، القويط وجبة فرڤاني. وأضاف بأن سعر الكراء يختلف من زي إلى آخر على حسب طلب الزبون والذي يتراوح بين 4000 إلى 8000 دينار جزائري. ولا يقف الأمر على التفكير في اقتناء الجهاز فقط؛ بل أصبحت بعض العائلات اليوم تبالغ إلى حد البذخ، بالإضافة إلى أن الجهاز يعكس صورة العروس ويكون سببا في احترامها أو احتقارها وذلك أثناء ”تعليق الشورة ”كما يقال بالعامية وهو نقل جهاز العروس من فراش ولباس وأواني إلى بيت زوجها بيوم أو بيومين قبل موعد الزفاف، حيث يتم بحضور أفراد مقربين من أهل الزوج وأهل العروس لترتيبها في الخزانة وسط الزغاريد. وقال صاحب متجر في شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة بأن الفتيات المقبلات على الزواج أصبحن يفضلن الكمية أكثر من النوعية، وهمهن الوحيد هو ملء حقائبهن من جهاز دون الاكتراث بجودتها ونوعيتها وأصلية قماشها. تقول صباح التي لم يتبق على إقامة عرسها إلا أيام قلائل، وقد التقيناها في محل بيع الألبسة وهي بصدد شراء بعض الهدايا لأهل زوجها، قائلة بلهجة ساخرة ”بروسيات بروسيات حرنا في روحنا ونزيدو نخمو حتى في ليكادو ألي نديوهم معانا”.