يشهد ميناء عنابة يوميا حركة غير عادية للبواخر التجارية ونقل المسافرين القادمة من بلدان مجاورة، حيث يتوافد آلاف المغتربين من الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج على عنابة، سعيا لإمضاء الشهر الكريم في كنف العائلة والوطن، إضافة إلى رسو مئات البواخر التجارية القادمة من أوروبا وآسيا، لشحن الحديد والفوسفات بهذا الميناء نتيجة للإقبال غير المسبوق هذه السنة للبواخر التجارية وبواخر المسافرين، فرضت السلطات المحلية إجراء فحوصات طبية مدققة على طواقم ربابنة البحر لهذه البواخر التجارية، وجميع المسافرين الوافدين كذلك، في هذا الإطار عكف طاقم العيادة البحرية لميناء عنابة المكون من أطباء وتقنيي مصورات طبية وممرضين، على فحص طواقم أكثر من 100 باخرة تجارية كانت قد رست بالميناء منذ أول أمس، إلى جانب خضوع أكثر من 2000 مغترب لمثل هذه الفحوصات التي تهدف إلى تحديد تواجد أي مرض معد، يمكن التكفل به قبل دخول صاحبه إلى تراب الولاية. تجدر الإشارة إلى أن هده الفحوصات لم تسجل إلى حد الآن إصابة أي شخص سواء كان جزائريا أو أجنبيا بأي نوع من أنواع الأمراض الغريبة أو المعدية، عدا تسجيل بعض حالات هبوط في السكري أو ارتفاع للضغط الدموي. وتجدر الإشارة أن حركية التجارة ونقل المسافرين بميناء عنابة كان قد فرض اتباع أسلوب رقابي صارم عقب تسجيل العديد من التجاوزات الخاصة بإدخال مواد غذائية مغشوشة، إلى جانب عمليات تهريب للبشر في سيارات لم يتم تمريرها على جهاز السكانير، ناهيك عن إدخال أسلحة نارية غير مرخصة جرت أصحابها للمثول أمام العدالة والتعرض لعقوبة الحبس، وكل هذه التجاوزات المسجلة خلال العام الفارط بميناء عنابة الذي يعتبر نقطة سوداء في سجلات مختلف موانئ الوطن كان قد دفع إلى اتباع أساليب رقابة صارمة تخص أي وافد على ميناء عنابة.