أكد الدكتور يوسف القرضاوي أن الصيام يرفع الإنسان من البهيمية إلى الملائكية، وقال أن الإنسان خلق من نفخة روح وقبضة طين، ونفخة الروح فيها شبه الإنسان بالملائكة وقبضة الطين فيها شبه الإنسان بالبهائم والحيوانات. وأضاف “والطعام والشراب يرتبط بالجسد لذلك كلما استطاع الإنسان أن يستغني عن طعامه وشرابه يتغلب فيه الجانب الملائكي على الجانب البهيمي”. لكن من تهزمهم شهواتهم فهؤلاء كما قال الله في حقهم “والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم”. إذن أراد الله بهذه الفريضة أن يرفعنا من مستوى البهيمية إلى التشبه بالملائكة. ولا شك حينما ننتصر على الشهوات نكون أفضل من الملائكة الذين لا يأكلون ولا يستمتعون بالفطرة قال تعالى “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية” والملائكة من البرية. وأضاف الدكتور يوسف القرضاوي “وفوائد الصيام كثيرة ولعل من أهمها التسلح بالصبر لأن الصبر هو سلاحنا ابتداء في مواجهة عدونا فالمجاهدين يبدأون جهادهم بالتضرع إلى الله ولاشك أن الصوم نصف الصبر والصبر نصف الإيمان وعندئذ يكون الصبر ربع الإيمان، لذلك عندما نتعلم كيف نصبر على الجوع والعطش نكون أقدر على الامتثال لقوله تعالى “استعينوا بالصبر والصلاة”.