كشفت الإدارة الأمريكية عن ممارستها ضغوطا على القادة السياسيين العراقيين بهدف تسوية خلافاتهم وتشكيل حكومة جديدة. ويأتي الإعلان عن ذلك قبل أسبوع من الموعد الرسمي المحدد لانتهاء المهمة القتالية للولايات المتحدة في العراق. وقال جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي إنه أوضح ”للقادة السياسيين (العراقيين) أن دورهم جاء ليواكبوا شجاعة مواطنيهم بإكمال العملية” السياسية”. وأضاف في كلمة ألقاها أمام عدد من قدامى المحاربين الأمريكيين في مدينة إنديانابوليس بولاية إنديانا ”هذا صعب، لم تكن لديهم قط حكومة كهذه من قبل”، لكنه أعرب عن ثقته في ”أن العراق سيشكل حكومة وحدة وطنية ستكون قادرة على تعزيز وضع هذا البلد”. ويشهد العراق أزمة سياسية حادة بسبب خلافات عميقة حول هوية رئيس الوزراء المقبل بعد مرور خمسة أشهر على الانتخابات العامة. وكانت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي احتلت الصدارة في الانتخابات العامة التي أجريت في مارس الماضي، يليها ائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي، وحل الائتلاف الوطني العراقي ثالثا، وقد أعلن الأخيران اندماجهما في جوان تحت اسم جديد وهو التحالف الوطني الذي ما زال تحالفا هشا. ويسيطر تحالف دولة القانون والائتلاف معا تحت مظلة الكيان الجديد على 159 مقعدا في البرلمان الجديد ليتبقى أمامه أربعة مقاعد للحصول على الأغلبية. وقد عاق الخلاف بين طرفي التحالف الجديد بشأن ترشح رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته المالكي لولاية ثانية اتفاق الطرفين على مرشح موحد لرئاسة الحكومة. ودعا المالكي في وقت سابق الدول الإقليمية وغيرها إلى عدم التدخل في الشأن العراقي خاصة في مسألة تشكيل الحكومة، قائلا إن ”تدخلهم هو الذي عقّد المشكلة”. وفي المقابل، اتهم علاوي الولاياتالمتحدة بدعم أي جهة لها ”علاقة جيدة مع طهران، حتى لا تحصل مشاكل في العراق بعد الانسحاب”. وعلى الصعيد العسكري، أكد بايدن أنه حتى بعد استكمال انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ستظل واشنطن متواجدة هناك على الأمد البعيد قائلا ”لا يعني سحب قواتنا فك الارتباط مع العراق، في الحقيقة العكس هو الصحيح”.