أعلن مهرجان أبو ظبي السينمائي، أمس، عن المستفيدين من منح الدورة الأولى لصندوق التمويل السينمائي ”سند”، الذي أطلقه هذا العام بالموازاة مع الدورة الجديدة للمهرجان المزمع تنظيمها في الفترة ما بين 14 إلى 23 أكتوبر المقبل حيث تحصل كل من المخرجين الواعدين طارق تقية وكريم طريدية الجزائريين، من أصل 28 مخرج عربي آخر يستفيد من هذه المنحة، فيم سيتم الإعلان عن منح الدورة الثانية من هذا المشروع شهر فيفري القادم. ويقدم هذا الصندوق مبالغ مالية تصل قيمتها إلى 500 ألف دولار أمريكي، يستفيد منها 28 فيلماً من الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية الطويلة المميزة لمخرجين جدد أو مكرّسين من العالم العربي، خصصت هذه الأموال لتمويل الإنتاجات السينمائية في مرحلتي التطوير، والإنتاج النهائية، حيث يسعى مهرجان أبو ظبي السينمائي عبر صندوق ”سند”، إلى تمويل مرحلة التطوير ومرحلة الإنتاج النهائية، ومنح السينمائيين العرب الموهوبين دعماً يساعدهم على تطوير أفلامهم الروائية وأفلامهم الوثائقية الطويلة أو إكمالها، وهو ما جعل هذا الصندوق لاقى استقبالاً كبيراً من قبل العاملين في الحقل السينمائي عبر تلقيه عشرات الطلبات في الأسابيع الأولى من إطلاقه لهذا المشروع. واستفادة طارق تقية بهذا الدعم عن فيلمه الموسوم ب ”ابن بطوطة”، الذي سيقوم بتصوير أحداثه بين لبنان، فرنسا واليونان. فيم استفاد كريم طريدية عن المنحة لدعم تصوير فيلمه الموسوم ب”حكايات قريتي، كما استفادت من هذه المنحة كل من فيلم”موت للبيع”، للمخرج المغربي فوزي بن سعيدي، فيلم”طيب.. خلص يلا”، للمخرجين رانيا عطية ودانييل غارسيا من لبنان، فيلم” كرنتينا”، للعراقي عدي رشيد، فيلم”علي صوتك”، للتونسية نادية الفاني، فيلم”البحر الميت”، للمخرج إيهاب جاد الله من فلسطين، بالإضافة إلى عدد من المخرجين العرب. وقد استوقف فريق عمل ”سند”، خلال عملية الإختيار، اتجاهات جديدة في السينما العربية تجلت في مسعى عدد كبير من المخرجين من جميع أنحاء المنطقة إلى تطوير أفلام تجريبية تتسم بالجرأة، وقد وصف الفريق عام 2010 ب”عام المستقلين”، حيث لاحظ ميولا واضحة نحو الإبتكار الفني والإبتعاد جذريا عن التقليدية في الأسلوب واللغة والتناول، حيث تقول ماري بيير ماسيا، المشرفة على الصندوق: ”يسعدنا أن نكون أول من يشهد بروز هذه التوجهات والميول في السينما العربية، وكلنا أمل أن نتمكن من نقل هذا الشغف إلى جمهورنا في أبو ظبي وخارجها”. وأضافت: ”ندرك صعوبة هكذا أفلام من الناحية الفنية لكن شجاعة المخرجين وكتاب السيناريو والتقنيين والممثلين ومساعيهم للإبتعاد عن القوالب الجاهزة شكلت واحدة من أكثر العلامات المطمئنة على حيوية وإمكانات السينما العربية”. بدوره أشار بيتر سكارليت، المدير التنفيذي لمهرجان أبو ظبي السينمائي، إلى هذه التوجهات ودور المهرجان في مساندتها قائلاً: ”لست متأكدا إن كان هناك اتجاه مماثل نحو الاستقلال الفني في المنطقة منذ أواخر الستينيات،كون طموح هؤلاء السينمائيين يتمثل بكسر القوالب وتطوير مفردات سينمائية جديدة وفريدة من نوعها في العالم العربي، بينما تتمثل مهمتنا في تزويد هذه التجارب الفنية الملهمة بالدعم الذي تحتاجه”. وفي السياق نفسه أوضح عيسى سيف المزروعي، مدير مشروع المهرجان التطلعات التي يمثلها صندوق ”سند” بقوله: ”إننا ملتزمون بإيجاد ثقافة سينمائية حيوية في المنطقة، ويشير عدد الطلبات الكبير التي تلقاها ”سند” إلى أن الأفلام المستقلة تشكل جزءاً هاماً ونامياً فيه، بينما تعكس جرأة هذه الأفلام روح الانفتاح والإبداع التي تتميز بها مدينة أبو ظبي، ولعله مصدر فخر لنا أن نقوم بدعم ومساعدة السينمائيين العرب في استكشاف اتجاهات إبداعية جديدة”. يذكر أن مهرجان أبو ظبي السينمائي، أو مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً، تأسس عام 2007 بهدف المساعدة على إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في أرجاء منطقة الشرق الأوسط، يتعهد المهرجان الذي تقدمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث أكتوبر من كل عام تحت رعاية خاصة من الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة. كما يلتزم المهرجان بعرض الأعمال الجديدة والمميزة لصناع السينما العرب لتشارك في المسابقة إلى جانب أعمال كبار المخرجين في عالم السينما، ليقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في أبو ظبي وسيلة لتبادل الأفكار من خلال فن السينما، ويسلط الضوء على الأصوات الجديدة والجريئة في السينما العربية.