كلف وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي، عقب وفاة مراهق في سن 17 من عمره بديار الكاف ببلدية وادي قريش، بطلقات نارية بسلاح شرطيين، أعوان الضبطية القضائية، فرع وسط، فتح تحقيق قضائي لمعرفة الملابسات، التي كانت السبب في وقوع هذا الحادث المؤلم، حيث باشر المحققون أخذ أقوال أفراد الشرطة الذين تسببوا في مقتل المراهق. ويأتي هذا الحادث “المؤسف” رغم التوصيات الواضحة التي مافتئ المدير العام للأمن الوطني، توجيهها لعناصر الشرطة منذ توليه هذا المنصب، خصوص ضرورة تحسين “سلوك الشرطي تجاه المواطنين والاعتماد على الإجراءات الوقائية للتقليل من العمل القمعي” ورغم شعار “الشرطة في خدمة المواطن”، المرفوع من طرف الجهاز، إلا أنه تم تسجيل عملية إطلاق نار تسببت في مقتل المراهق “أمير.ل”. وفي هذا الصدد، لخصت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان لها تسلمت “الفجر” نسخة، هذه الحادثة في كون “عناصر الضبطية القضائية لأمن دائرة باب الوادي كانوا يوم الحادثة في مهمة لضمان الأمن على مستوى حي ديار الكاف ببلدية وادي قريش، حينها لاحظوا وجود سبعة شبان بحوزتهم أسلحة بيضاء يحاولون الاعتداء على فتاة، وخلال تدخلهم، قام هؤلاء الشبان برشق أفراد الشرطة بالحجارة، الأمر الذي دفع ببعض من أفراد الشرطة إلى استعمال أسلحتهم النارية، حيث أصابوا المدعو “أمير.ل”، مراهق في سن 17 من عمره، بجروح خطيرة على مستوى رأسه، توفي على إثرها، وهو في الطريق إلى مستشفى محمد لمين دباغين”. ولم يتطرق البيان إلى تفاصيل أخرى، على أساس أن التحقيق القضائي الذي أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي بفتحه، عقب الحادث، يعتبر الوحيد الذي من شأنه تحديد الظروف الحقيقية التي أدت إلى هذا الحادث المؤلم”. وتضاربت المعلومات التي سبقت أو أدت إلى وقوع هذا الحادث المأساوي، فجهة تؤكد أن الشرطة تلقت إتصالا من طرف المواطنين يخطرونهم بوجود شباب منحرفين نصبوا ليلة الحادثة حاجزا ويقومون بالاعتداء على المواطنين باستعمال السلاح الأبيض، وهو ما وقفت عليه الشرطة التي استجابت فور تلقيها البلاغ، قبل أن تجد نفسها محاصرة من قبل الشباب المنحرفين من كل الجهات والحجارة تتهاطل عليهم، الأمر الذي اضطرهم إلى إطلاق عيارات نارية في السماء قصد تخويفهم وتفرقتهم فقط، قبل أن تصيب طلقة رأس الضحية على أساس أنه كان متواجدا معهم. في حين يقول آخرون إن الضحية لا علاقة له بالشباب المنحرفين، وإنما كان متواجدا بالقرب من المكان. ومهما كانت الحجة التي كانت السبب وراء هذا الحادث المؤلم، لم يكن يستدعي إطلاق النار ضد أي مواطن، وهذا من باب أن التكوين الذي يتلقاه المنتسبون للشرطة هو تكوين وقائي وليس قمعي، يرتكز بصورة أدق على التدريبات الرياضية والفنون القتالية العالية، مثلما اعتادنا مشاهدته في مختلف التظاهرات الوطنية الخاصة بهذا الجهاز، آخرها خلال الاحتفال باليوم الوطني للشرطة، أين تم التأكيد أن هذه التدريبات هي أحسن وسيلة للردع عوض استعمال السلاح، وأن الفنون القتالية هي رياضة للتحكم في ضبط النفس لفرض الانضباط والصبر إزاء التعامل مع المجرمين والمنحرفين، وأن الاضطرار لاستعمال السلاح الناري يكون ردا إزاء استعمال المجرمين لأسلحتهم النارية.