آخر الأخبار في جمهورية العجزة تقول : إن البرلمان يدرس بجدية زيادة المنحة التي تقدمها الدولة للعجزة المسنين الذين ليس لهم كفيل من 5 آلاف دينار إلى 10 آلاف دينار في الشهر! أي أن العجزة الموجودين في المجلس الشعبي الوطني بغرفتيه سيكرمون العجزة الموجودين في ديار العجزة وفي الشوارع برفع أجورهم 100 ٪ لتصبح أجور عجزة الشوارع تساوي (1 إلى 400) من أجور عجزة البرلمان بعد أن كانت تساوي واحد إلى 800 قبل هذا القرار الإنساني الحكيم من النواب! حتى الآن الخبر جيد وجميل وإنساني والتفاتة جميلة من عجزة البرلمان إزاء عجزة ديار العجزة .. لكن عجزة البرلمان قال بعضهم : إن زيادة أجور عجزة الشوارع لابد أن تطبق أيضا على عجزة البرلمان ويزيد أجر النواب بنسبة 100 ٪ مرة أخرى بعد أن تمت زيادة أجور النواب 300 ٪ قبل سنوات عندما بذلوا جهدا مضنيا في تغيير الدستور الذي أدوا بشأنه اليمين الدستورية باحترامه .. فكانت عينهم غموسا ليس في النار كما يقول القرآن بل غموس في عسل خزينة الدولة ! المضحك في الأمر أن النواب العجزة في برلمان القعود ناقشوا باستفاضة مسألة الشرط الذي وضعته الحكومة للزيادة في أجور عجزة الشوارع وهو أن يكون العاجز بلا ولي يتكفل به! فأراد عجزة البرلمان إلغاء شرط عدم وجود كفيل للعاجز حتى يستفيد من هذه الزيادة ..! والهدف الظاهر من تمسك بعض عجزة البرلمان بقضية حذف شرط عدم وجود الكفيل لاستفادة العاجز من الزيادة ليس سببه هو الدفاع عن العجزة الذين لهم كافلين ..بل الهدف هو أن وجود هذا الشرط قد يحرم عجزة البرلمان من الاستفادة من الزيادة مثل عجزة الشوارع ..! لأن عجزة البرلمان يتمتعون بكفالة تامة من الحكومة التي تمارس عليهم وصاية كاملة كقصر وعجزة ..! والحكومة ترفض إسقاط شرط عدم وجود كفيل للاستفادة من الزيادة ليس خوفا من تمرد ممن تكفلهم في دار العجزة التي تسمى البرلمان أو الهروب منها ..بل تخاف من أن تحاسب دستوريا على أنها لم تقم بواجبها إزاء عجزة البرلمان وتدعي أنها تقوم بواجبها نحو عجزة الشوارع..! وقد تصل الخلافات بين الحكومة والبرلمان حول موضوع تحديد من يستفيد من الزيادة في منحة العجزة إلى الذروة وقد تحدث في البلاد أزمة دستورية قد تؤدي إلى حل البرلمان وغلق غرفتي العجزة فيه .. وإجراء انتخابات جديدة سواء كانت مزورة أو غير مزورة .. وبالشكارة أم بالشيك..! وبالأحزاب أم بالمجتمع المدني أو المجتمع شبه العسكري! دولة ميكي بمؤسساتها الدستورية وغير الدستورية أصبحت ”دايخة” دوخة البلجيكي المخمور في توزيع عائدات البترول سواء عبر قفة رمضان ..! أو عبر حقيبة الفقراء في المدرسة أو منح العجزة وذوي العاهات الخاصة..! ومثلما يتصور تيليفزيونيا وزير التضامن مع قفة رمضان في رمضان قبل أن تسلم إلى الفقير المعدم في رمضان ويبث ذلك على الناس عبر العالم على أنه من الأعمال الجديدة لسلطة العجز والعجزة وسلطة الفقر والفقراء في الجزائر الغنية ..! كذلك أيضا ينبغي أن يتصور وزير العلاقة مع البرلمان مع العجزة في البرلمان عندما يوافقون على قانون إكرام العجزة في الشوارع والعجزة في البرلمان..! وزير التضامن يتصور تلفزيا مع ”بشارة” أبناء الفقراء عندما تقطع في عمليات ”الطهارة” التي تقوم بها الدولة لأبناء الفقراء في ليلة 27 رمضان فلماذا لا يتصور وزير التضامن مع البرلمان مع عجزته عندما يحصلون على زيادة في المنحة ؟! أعتقد أن هذا ليس عدلا إعلاميا..! حتى وزير التربية تصور هو أيضا مع محافظ وأقلام وكراريس الفقراء التي وفرتها الدولة للمعدومين ووزير الداخلية يتصور مع أول ”باسبور” رقمي تصدره الدولة المحترمة لفائدة الحراڤة ..! شيء جميل لصحفي كسول مثلي أن توفر له دولة العجزة كل يوم أخبارا مضحكة كهذه التي تصدر عن المؤسسات المضحكة التي تتمتع بها بلادنا ..! كل هذا ولا تجد حتى الآن في الجزائر كتاب الكوميديا البارعين .. وكل ما في البلاد يضحك إلى حد البكاء !... ولا حول ولا قوة إلا بالله.