يتواجد أسود جرجرة على بعد خطوتين فقط من نهائي أكبر منافسة إفريقية للأندية، وهذا عشية المباراة الهامة والمصيرية لرفقاء ساعد تجار التي ستلعب اليوم أمام حامل اللقب مازامبي الكونغولي. ورغم صعوبة المهمة، إلا أن كل الترشيحات والدعوات تصب في مصلحة الفريق الأكثر تتويجا في الجزائر وحامل راية الكرة الوطنية في المحافل الإفريقية، وهذا منذ 32 سنة كانت عامرة بالإنجازات والألقاب، مع ست نجوم جعلت من الشبيبة مصنفة في خانة الأندية الأبرز في القارة السمراء. وهذه وقفة موجزة لأبرز انتصارات القبائل في المحافل الإفريقية خلال العقود الثلاثة الأخيرة. 1978: فيتا كلوب تسد الطريق في أول مشاركة يعود أول ظهور للقبائل على الساحة الإفريقية إلى 32 سنة خلت، وبالتحديد إلى شهر ماي 1978 عندما مثلت الشبيبة الجزائر في كأس إفريقيا للأندية البطلة. وكان أول ظهور بملعب أول نوفمبر أمام اتحاد بنغازي وعادت الكلمة لرفقاء عويس ذهابا وإيابا، لتتأهل الشبيبة إلى الدور الموالي حيث واجهت نادي فيتا كلوب من الزائير (الكونغو الديمقراطية حاليا). والشبيبة أقصيت رغم فوزها على ميدانها 3/2 مادام أنها خسرت إيابا في كينشاسا بهدف وحيد. 1982: الكأس الممتازة لتعويض الإقصاء المبكر في جانفي من هذه السنة تنقلت الشبيبة إلى أبيجان للتنافس على لقب الكأس الإفريقية الممتازة، وتمكنت من إحرازها على حساب اتحاد دوالا الكاميروني وأفريكا سبور الإيفواري، قبل أن تستهل حملة الدفاع عن اللقب بمواجهة الهلال السوداني الذي وقف الند للند أمام رفقاء مناد، وتمكن من إقصائهم بملعب أول نوفمبر بضربات الجزاء بعد انتهاء المباراة بتفوق الشبيبة بهدف لارباس الذي لم يكن كافيا. 1983: دياراف يصنع المفاجأة وجدت الشبيبة فريقا ليبيا ثالثا في طريقها عام 1983 هو الاتحاد الليبي، وتجاوزته بكل سهولة بعد الفوز في طرابلس ثم في تيزي وزو، ليكون المنافس المقبل هو دياراف السينغالي الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما أطاح بالشبيبة بميدانها في لقاء الذهاب بهدف يتيم. رفقاء أدغيغ حاولوا التدارك في لقاء العودة من دون جدوى بعد انتهاء المباراة كما بدأت. 1984: جحيم زملكاوي في ستاد ناصر لم تجد الشبيبة عناء كبيرا لبلوغ الدور نصف النهائي بعد تغلبها على نادي ريبوبليكان، ثم انسحاب ممثل غينيا بيساو، وتغلبها على ديناموس الزيمبابوي، قبل أن يصطدم الفريق ببطل مصر الزمالك في المربع الأخير والذي قلب تأخره في لقاء الذهاب 3/1 بفوز رفقاء جمال عبد الحميد بثلاثية نظيفة في القاهرة، بعد أن عاشت الشبيبة ظروفا أقل ما يقال عنها أنها عصيبة بستاد ناصر. 1986: إقصاء مر وعقوبة قاسية بسطت الشبيبة ذلك العام سيطرتها بالطول والعرض على المنافسات الوطنية، لكن الأمور اختلفت مع كأس إفريقيا للأندية البطلة، وهذا عقب إقصاء الفريق أمام الترجي التونسي بعد الفوز الضئيل في 1 نوفمبر 2/1 والخسارة في المنزه بهدف في مباراة مشحونة جدا وعرفت اشتباكات كبيرة عند نهايتها، لتقرر الكاف معاقبة الشبيبة وتعليق مشاركاتها عامين كاملين. 1990: مشوار مثالي منح الكأس الثانية عرفت الشبيبة كيف تثأر من عقوبة الكاف الجائرة، عندما أحرزت اللقب فور عودتها للمشاركة، بعد مشوار رائع تجاوز فيه رفقاء مدان كلا من كار الطوغولي، النجم الكونغولي، ليوبار الكيني وأشانتي كوتونو الغاني، لتواجه تشكيلة المدرب علي فرڤاني ممثل زامبيا نكانا راد ديفلس وتفوز في 5 جويلية بفضل ضربة جزاء نفذها رحموني، وتنهزم في لوساكا بنفس النتيجة، ليحتكم الفريقان للضربات الترجيحية التي ابتسمت للقبائل بعد آخر ضربة نفذها مدان ويرفع القائد صادمي الكأس الغالية. 1991: موسم أسود على القبائل لم تتمكن الشبيبة من الدفاع عن لقبها ولم يمتد مشوارها في تلك السنة لأبعد من الدور ربع النهائي، عندما سقط حمناد وزملاؤه أمام الوداد البيضاوي بضربات نجمه الأول الرشيد داودي الذي عوض خسارة فريقه في تيزي وزو بفوز عريض بالدار البيضاء بثلاثية نظيفة، جسدت الأزمة التي عرفها الفريق ذلك الموسم، والتي تجسدت في تضييع لقب البطولة لفائدة الموك وخسارة نهائي الكأس أمام بلعباس. 1993: أفريكا سبور تقصف الجياسكا برباعية دخلت الشبيبة منافسة كأس الكؤوس لأول مرة وهذا عقب تتويجها بالكأس على حساب الشلف سنة من قبل. الفريق حقق خلال الدور الأول أكبر انتصار في تاريخ مشاركاته عندما سحق نادي أسنيم الموريتاني بثمانية أهداف، وفي لقاءي الدور الموالي سجل مجموع سبعة أهداف على دراغون البنيني، لكنه وجد من هو أقوى منه في الدور الثالث، وهو أفريكا سبور الذي ألحق بالقبائل أفدح هزيمة برباعية كاملة قبل أن يفرض التعادل الإيجابي في لقاء الإياب. 1995: الشبيبة كبيرة ومناد من الكبار امتلكت الشبيبة هذا العام واحدة من أفضل التشكيلات التي ضمتها، خاصة مع خط هجومها الناري الذي ضم الثلاثي المرعب موسوني، مناد وحاج عدلان. الشبيبة وفي منافسة كأس الكؤوس للمرة الثانية تجاوزت كلا من الملعب المالي، هارتس أوف أوك الغاني وبلاكبول الزمبابوي على التوالي، لتواجه غوليوس برغر النيجيري في النهائي وتحرز الكأس بفضل جمال مناد الذي أحرز هدف التعادل في نيجيريا وهدف التتويج في 5 جويلية. 1996: شوتينغ ستار في المربع الأخير مرة أخرى لم تتمكن الشبيبة من الدفاع عن لقبها وتوقف مشوارها في الدور نصف النهائي أمام شوتينغ ستار النيجيري، بعد اكتفاء الفريق بتعادل إيجابي بملعب 5 جويلية والخسارة بهدف وحيد في لقاء الإياب. وكانت الشبيبة قد تجاوزت كلا من فانتاستيك البورندي، النجم الساطع البوركينابي وبترو أتلتيكو الأنغولي. 2000: الكأس لروح ڤاسمي بعد غياب عن المنافسات الإفريقية تعود الشبيبة ولكن في منافسة كأس الكاف هذه المرة، وقد حقق رفقاء منير دوب مشوارا بدون خطإ، فأزاحوا مازمبي الكونغولي، النجم الساحلي وإيوانوانيو النيجيري، قبل بلوغ النهائي الذي جمعهم بالإسماعيلي المصري، والذي تقدم في لقاء الذهاب بميدانه بفضل هدف محمد بركات، قبل أن يعدل لوناس بن دحمان النتيجة بمخالفة صاروخية. لقاء العودة كان غاية في الصعوبة ودافع عكريش ورفقاؤه ببسالة عن مرماهم حتى صافرة النهاية التي توجت القبائل أبطالا. وكان هذا أفضل هدية لروح الفقيد حسين ڤاسمي. 2001: دريوش أعلى من كايتا حقق الفريق القبائلي لقبه الثاني في منافسة كأس الكاف تحت قيادة مواسة، فتجاوز الفريق كلا من إلكتريستي الإثيوبي، الوداد البيضاوي وأفريكا سبور على التوالي، ليكون النهائي الخامس أمام النجم الساحلي. الخسارة في سوسة بهدفين لهدف لم تكن عائقا أمام إرادة الكناري الذين هزموا التوانسة ونجمهم عبد القادر كيتا برأسية دريوش. 2002: إعصار جرجرة أقوى من “التونير” وفي إنجاز غير مسبوق، تمكن أشبال جرجرة من التتويج للمرة الثالثة على التوالي، فتخطوا نديامبور السينغالي وجوليبا المالي ثم المصري المصري، ليكون النهائي أمام تونير ياوندي الذي لم يكن منافسا عنيدا، فخر صريعا بملعب 5 جويلية برباعية تقاسمها أمعوش، برڤيڤة وزافور، وكان من المستحيل للكاميرونيين تداركها بميدانهم. 2003: إدزنڤا والقطن.. عقبة الكناري توقف قطار الشبيبة في محطته الثانية بعد تجاوزه لمحطة سانوكوس الزامبي، حيث عجز أشبال المدرب ناصر سنجاق عن تجاوز عقبة القطن الكاميروني وهدافه ويلي إدزنڤا بعد تعثرهم بميدانهم سلبيا وخسارتهم في ڤاروا بهدفين لهدف واحد. 2005: فيلوستار وأضعف مشاركة وكانت مشاركة القبائل الأضعف في تاريخها في هذه السنة، عندما خرجت مبكرا من رابطة أبطال إفريقيا ومن الدور الأول على يد منافس جد مغمور هو فيلوستار الغيني، الذي تفوق على الشبيبة بكوناكري ثم فرض التعادل في تيزي وزو، في مباراة عرفت تألقا لافتا لحارسه سوماح الذي تصدى لضربة جزاء، وصد كل المحاولات، وهو ما ساهم في تهافت الأندية الجزائرية على خدماته رفقة زميله كامارا. 2006: مرتبة أخيرة في دوري المجموعات عوضت الشبيبة خروجها المذل في الموسم الذي سبق بالصعود لأول مرة لدوري المجموعات من رابطة الأبطال، بفضل تألق حمزة ياسف الذي ساهم بأهدافه الرائعة في تخطي نوادي الأهلي الليبي، زاناكو الزامبي والرجاء البيضاوي، قبل التأهل إلى دور المجموعات حيث بدت الشبيبة عاجزة عن مسايرة الوتيرة العالية التي فرضتها أندية الأهلي المصري، الصفاقسي وأشانتي كوتونو الغاني، ليكتفي القبائل بمرتبة أخيرة في مجموعتهم. 2007: النصف النهائي لم يكن بعيدا توصلت الشبيبة للتأهل إلى المجموعات بعد تخطيها لبالانتاس ومانڤاسبورت والقطن الكاميروني. ووجد رفقاء حيماني أنفسهم في مجموعة بدت في متناولهم مع النجم الساحلي، الاتحاد الليبي والجيش الملكي. لكن الشبيبة اكتفت بالمركز الثالث وراء ممثلي ليبيا وتونس. 2009: مشاركة للنسيان عكس كل التوقعات، لم تتمكن أسود جرجرة من الزئير عام 2009 بعد انطلاقتها الخاطئة بميدانها أمام الجار أهلي طرابلس الليبي، الذي كشر عن أنيابه بملعب أول نوفمبر خلال مباراة الذهاب وفاز بها بنتيجة 1—2 وهو ما أحبط القبائل الذين تنقلوا إلى طرابلس لتخفيف الأضرار أكثر من البحث عن الانتصار، فعادوا بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، بعد خسارتهم بهدف لاعبهم السابق عمر داود الذي أمضى إقصاءهم، لتكون مشاركة 2009 الأسوأ وتوضع في طي النسيان. 2008: حلم النهائي السابع ضاع في سوسة وقف القطن الكاميروني في طريق الشبيبة خلال الدور ثمن النهائي من رابطة الأبطال، وأقصاها مجددا، وهو ما بعث بالفريق لكأس الكاف من جديد، وتأهل الفريق على حساب أستر دوالا الكاميروني إلى دور المجموعات، وكانت أمامه فرصة ذهبية لتنشيط النهائي السابع في تاريخه، بشرط الفوز على المريخ، وهو ما تحقق بفضل ثلاثية ديمبا، أوزناجي وكوليبالي. لكن الحلم تبخر في سوسة على يد النجم الساحلي في آخر مباراة، حين خسرت الجياسكا بهدفين نظيفين في مباراة شهدت طرد كل من معروسي وربيع مفتاح. 1981: عيبود يرفع الكأس الأولى تمكنت تشكيلة المدرب خالف محيي الدين من إحراز النجمة الأولى في ثاني مشاركاتها سنتين بعد المشاركة الأولى، وهذا بعد تجاوزها المدينة الليبي، هورسد من المدغشقر، ديناموس الزمبابوي والأهلي المصري، ولو بغياب هذا الأخير، ليجد رفقاء الحارس عمارة فيتا كلوب في طريقهم للمرة الثانية. وهذه المرة في النهائي، لكنهم استوعبوا الدرس وضمنوا التتويج بملعبهم في لقاء الذهاب برباعية حملت توقيع بحبوح (هدفين)، بلحسن ولارباس، ليكون لقاء العودة تحصيل حاصل عندما رفع القائد عيبود الكأس بعد فوز ثان في كينشاسا بفضل هدف المتألق بلحسن. 2010: هل يتحقق الحلم الغالي...؟ انطلقت رحلة هذا العام من غامبيا، حيث وفقت الشبيبة في الفوز على الجيش المحلي ذهابا وإيابا، ثم نجحت في الإفلات من كمين النادي الإفريقي التونسي ثم بيترو أتليتيكو الأنغولي، لتصل لدور المجموعات حيث نجحت في تسيد مجموعتها وتكون أول من يصل للمربع الذهبي، حيث لاقت حامل اللقب مازمبي الكونغولي بلوبومباشي في ملعب فريديريك كيباسا ماليبا. وبدا واضحا أن الشبيبة قادرة على حسم تأهلها هناك لولا الفاعلية التي خانت مهاجميها، قبل أن يتلقى الكناري حماما باردا بتلقيه لهدفين في الخمس دقائق الأخيرة، ما يجعله اليوم مطالبا بالفوز بفارق هدفين لتحقيق أغلى الأماني المتمثلة في الوصول لأول مرة لنهائي أكبر المنافسات الإفريقية للأندية، لجعله عربيا 100 بالمئة في انتظار المترشح الثاني غدا بين الترجي التونسي والأهلي المصري...؟.