بدأ زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا أول أمس الاثنين قمة تستمر يومين في بلدة دوفيل الفرنسية في مسعى لبناء شراكة أمنية أوروبية، وبحث خطط حلف شمال الأطلسي (الناتو) لنشر الدرع الصاروخي في أوروبا الذي ترى موسكو أنه ينطوي على خطر عليها. ولم يدل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأي تصريحات علنية بعد اجتماع الاثنين. وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي قبل الاجتماع إن “الثقة هي الأساس والحرب الباردة انتهت وحلف وارسو انتهى، وروسيا هي صديقنا ونحن نريد أن نكون أصدقاء لهم”، وأكد أن الأخطار والتهديدات التي تواجه البلدان الثلاثة هي أخطار واحدة. وقالت ميركل في كلمتها الأسبوعية عبر الفيديو السبت الماضي إن اجتماع دوفيل سيبحث إمكانية إقامة تعاون أفضل بين روسيا والناتو، لأن عهد الحرب الباردة انتهى، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي اقترح إنشاء هيكلية أمنية مشتركة، وهو يعمل على توضيحها بروح من الشراكة مع جميع الدول الأوروبية. وقال سفير روسيا لدى الناتو ديمتري روغوزين في وقت سابق إن موسكو تتوخى الحذر في قبول دعوة لحضور قمة حلف الأطلسي في لشبونة الشهر القادم، وتحتاج إلى معرفة مزيد من التفاصيل عن عرض للتعاون بشأن الدرع الصاروخي. وقال روغوزين لوكالة أنباء إيتار تاس الأسبوع الماضي إن روسيا لا تريد أن تصاب بأي مفاجآت في لشبونة، وتريد فهم ما يعنيه هذا من حيث المبدأ وأبعاد نظام الدرع الصاروخي، ولمن سيكون موجها ومن سيضغط على الزر ويتحكم فيه. ومن المقرر أن يكشف الناتو عن مفهومه الأمني الجديد في قمته المرتقبة في لشبونة الشهر القادم، ويأمل القادة الغربيون أن يؤكد ميدفيديف في دوفيل أنه سيحضر القمة ويدعم مفهومهم الأمني. وتقول الولاياتالمتحدة وحلف الأطلسي إن خطة الدرع الصاروخي تهدف إلى مواجهة الخطر الصاروخي من إيران، لكن موسكو تخشى أن تكون الخطة أيضا تهدف إلى مواجهة الترسانة النووية الطويلة المدى لروسيا، وهو ما يضعف قوة ردعها ويجعلها عرضة للخطر.