دعا رئس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأساتذة والباحثين الجامعيين إلى دعم الاقتصاد المعرفي الذي تسعى الجزائر إلى تجسيده خلال الأعوام القليلة المقبلة، مشيرا إلى إعطاء تعليمات للحكومة بهدف تجسيد هذا التوجه من خلال إرساء القواعد الضرورية للنهوض بالبحث العلمي وكذا إعادة المكانة المستحقة للباحثين والأساتذة الجزائريين قال رئيس الجمهورية بمناسبة الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية من جامعة قاصدي مرباح في ولاية ورڤلة، أن الجزائر أمام فرصة حقيقية للنهوض بقطاع التعليم العالي الذي من شأنه دعم الاقتصاد المعرفي، الذي أصبح مصدر الثروة الأول عالميا بديلا عن المصادر التقليدية، مشيرا إلى أن النتيجة الحقيقية لهذه الفرصة مرتبطة بما ستقدمه الجامعة الجزائرية بعد الدعم المقدم من طرف الدولة، في مجال التكوين والبحث بعد الوصول إلى المستوى العالمي ومجاراة التطورات العالمية الحاصلة في ميادين التكنولوجيا والاتصال. وفي هذا الصدد قال الرئيس بوتفليقة إن الدولة عازمة على دعم المعرفة وتطويرها وحملها على التعامل مع التكنولوجيات المتقدمة، بما يخدم مصالح المجتمع، وهذا من خلال توفير التعليم النوعي الذي يفضي إلى التفوق في المجالات المعرفية المختلفة، والتي من شأنها تحويل المجتمع الجزائري من مجتمع مستهلك للمعرفة إلى آخر منتج لها، لافتا إلى دور الطلبة ومسؤوليتهم الكبيرة في التحصيل العلمي الرزين، بما يدفع إلى مواكبة التغيرات الإقليمية والدولية في مجال التعليم والبحث العلمي. 600 ألف مقعد و54 ألف سرير جديد خلال الخماسي الجاري ولم يترك رئيس الجمهورية للجامعة الجزائرية بمختلف الفاعلين فيها أية حجة في إطار تجسيد مخطط الاقتصاد المعرفي، بما وصفه سعي الدولة الدائم والدؤوب لتطوير الجامعة ودعمها ببرامج التنمية، مؤكدا أن الدولة ستوفر خلال الخماسي الجاري واستعدادا للدخول الجامعي المقبل 600 ألف مقعد بيداغوجي وكذا 54 ألف سرير للإيواء، داعيا في نفس الوقت الأساتذة والباحثين إلى مواكبة هذا التطور التي تشهده الجامعة على الصعيد المادي، بتطور آخر على الصعيد المعرفي، من خلال تطوير وتحديث المناهج البيداغوجية لمواكبة التطورات الحاصلة على مستوى الجامعات الكبرى في العالم. حراوبية يعد الأساتذة والباحثين بإجراءات جذابة من جانبه وعد وزير التعليم العالي، رشيد حراوبية، بإجراءات جديدة وصفها “بالجذابة” في إشارة منه إلى الحرص على الاحتفاظ بالخبرات والعقول الوطنية التي أصبحت تحول إلى الجامعات الخارجية، حيث قال في هذا الشأن إن الدولة واعية بقيمة الأستاذ والباحث الجامعيين، ولهذا فإنها عازمة على إعطائهما حقهما المستحق من خلال إجراءات جديدة ستعيد هذه الحلقة الأساسية من منظومة التعليم العالي في البلاد إلى سابق عهدها، وتجعلها تركز على البحث والتطوير العلمي إلى أقصى درجة. كما تطرق الوزير إلى الرهان الحالي للجامعة المتمثل في نوعية التحصيل العلمي وكذا البحث، مشيرا إلى أن هيئته بصدد وضع مخطط منهجي متعدد السنوات، يهدف إلى إقامة نظام جامعي متكامل وفق المقاييس الدولية، لمجابهة هذا الرهان، وهذا من خلال تعميم نظام “أل. أم. دي” في كل مجالات التكوين، مشيرا إلى تحقيق 4431 عرض تكوين في هذا النظام منذ نشأته، هذا إضافة إلى التوسع الشبكي الذي شهده قطاع التعليم العالي والدعائم البيداغوجية التي حظي بها، حيث وصل عدد المؤسسات الجامعية إلى 80 مؤسسة، وبلغ عدد الإقامات الجامعية 368 إلى جانب بلوغ عدد المقاعد البيداغوجية مليون و300 ألف مقعد، من خلال تسجيل 240 ألف طالب جديد.