قرر وزير الصحة، جمال ولد عباس، تحويل مشروع قانون الصحة الجديد إلى الحكومة الشهر المقبل في محاولة منه لإعادة الاعتبار لهذا القطاع الحساس وتدارك نقائصه وأعرب جمال ولد عباس، خلال زيارة تفقدية مفاجئة قادته أول أمس إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية بالقبة بالعاصمة، على اهتمامه بتحسين ظروف العمل بقطاع الصحة، مؤكد أن الشروع في تعويض قانون الصحة 85/05 المؤرخ في 1685، سيكون قريبا، وذلك من خلال شروعه خلال شهر ديسمبر المقبل، في تحويل مشروع القانون الجديد للحكومة قصد المصادقة عليه، وهذا بعد أن قال “إن القانون القديم قد تجاوزه الزمن”، حسبما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية. وأضاف وزير الصحة أن تحسين الظروف المهنية والاجتماعية لموظفي القطاع، من أطباء وأخصائيين وأعوان شبه الطبي، من أهم أولوياته، مبديا حرصه الشديد على “تحسين أجور ورواتب موظفي القطاع لاسيما الأطباء العامين والأخصائيين” داعيا في ذات الوقت إلى بذل المزيد من الجهود لتحسين مستوى التكفل العلاجي للمرضى خاصة المصابين بداء السرطان. واغتنم الوزير الفرصة للعودة إلى أزمة الأدوية التي لاتزال من أهم المشاكل التي تصادف القطاع، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الأمراض المزمنة، حيث ألح من جديد على وجوب تدعيم الاستثمار لإنتاج الأدوية وتقليص الاستيراد. وفي شق آخر، أعرب ولد عباس على قلقه حيال أجهزة الأشعة وعلى رأسها “السكانيير”، غير المستعملة في العديد من المستشفيات، حيث لا تستعمل جراء عدم وجود من يسيرها، على غرار ما يحدث حاليا على مستوى مستشفى القبة، أين أكد على ضرورة تكوين أعوان مختصين في تسيير هذه الأجهزة، مع أهمية التكوين والبحث العلمي في هذا المستشفى الذي يعد ذو مرجعية رائدة على المستويين المغاربي والإفريقي لتوفره على أحدث الأجهزة. ورغم ذلك، استحسن الخدمات الصحية المقدمة في مستشفى القبة، لاسيما في مصلحة أمراض النساء والتوليد، حيث اطلع على ظروف وأحوال المرضى، مشجعا الطاقم الساهر على صحة المرضى على توفير خدمات صحية وعلاجية أفضل للمرضى وتوسيع قاعات الاستقبال لتفادي الاكتظاظ. كما وقعت وزارة الصحة والشركة الجوية “طاسيلي”، فرع مجمع سوناطراك، أمس، اتفاقية وضع شبكة لنقل الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة كالسرطان من المناطق المعزولة نحو الأقطاب الاستشفائية الكبرى عن طريق الجو. وستدخل هذه الشبكة التي يتكون أسطولها من خمس مروحيات وثلاث طائرات طبية في الخدمة في غضون شهر، بموجب اتفاقية وقعت اليوم الجمعة بين الطرفين بمقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. ويقدر مبلغ العقد بالنسبة للسنة المالية 2011 بنحو مليار دينار جزائري، حسب النص الموقع والمبرم لمدة خمس سنوات متجددة. وجرى حفل التوقيع بحضور وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد جمال ولد عباس والرئيس المدير العام للشركة الجوية “طاسيلي”، السيد فريد بن يحي. وأوضح وزير الصحة بهذه المناسبة أن وضع شبكة للنقل الصحي عن طريق الجو تخص بشكل خاص الأشخاص المصابين بالسرطان القاطنين في مناطق معزولة بالجنوب الجزائري الكبير، والذين يجدون صعوبات في التنقل نحو المراكز الاستشفائية المرجعية بالشمال. وأوضح الوزير أن “هذا المشروع سيسمح بنقل استعجالي للأشخاص المصابين بأمراض خطيرة، وخاصة السرطان لكونهم بحاجة إلى تنقل منتظم نحو الأقطاب الطبية المتخصصة. كما سيسمح بالتالي بربط مناطق الجنوب الكبير بالأقطاب الاستشفائية الجامعية للشمال”. وأضاف أن النقل الصحي عن طريق الجو “يندرج ضمن استراتيجية صحية عصرية تقوم على العدالة الاجتماعية” إذ - كما قال - “لكل المرضى نفس الحقوق في العلاج والرعاية سواء كانوا في المناطق المعزولة أو في المدن الكبرى”. وأكد السيد ولد عباس في هذا الصدد أنه تم مؤخرا التوقيع على تعليمة تقضي بفتح خلال شهر نوفمبر مراكز استقبال للأشخاص المصابين بالسرطان في الولايات ال 48 للتكفل بالتحاليل الطبية الأولى وأخذ المواعيد للمرضى على مستوى المراكز الكبرى المتخصصة.