كشفت مصادر مطلعة ل “الفجر” أن مصالح الأمن بولايات الجنوب الشرقي فتحت مطلع الشهر الجاري تحقيقا معمّقا في عمليات تهريب قطع غيار سيارات أجنبية تمّ ترويجها مؤخرا بأسواق هذه الولايات بشكل غريب ولافت للانتباه. وأوضحت ذات الجهة أن التحقيقات الأمنية الأولية مكّنتها من وضع يدها على أكبر شبكة لتهريب قطع غيار السيارات المستعملة والجديدة، يتمّ استقدامها من الجماهيرية الليبية عبر مسالك تهريب وعرة بداخل الصحراء الشرقية، حيث يستغل المهربون سيارات رباعية الدفع للمرور ليلا في هذه المسالك التي لا يعرفها إلا سكان هذه المناطق التي تربطهم علاقات تبادل منافع مع المهربين، الذين يقدمون لهم المال والمؤونة مقابل تسهيل مهمة تهريب سلعهم. ونقلت ذات المصادر أن مصالح الأمن تمكنت نهاية الأسبوع الماضي من حجز عشرات محركات السيارات، كانت داخل شاحنة في كمين نصبته على مستوى الطريق الوطني رقم 48 “ب”، الرابط بين مدينة الوادي وبلدية جامعة، كما تم توقيف شخص في ذات العملية. وأضافت ذات المصادر أن حوالي 30 محركا لأنواع مختلفة من السيارات تمّ تهريبها من ليبيا نحو ولاية الوادي عبر صحاري المنطقة المعروفة بوعورتها، كانت مموهة في شاحنة من نوع “سوناكوم “، ومتوجه لمدن شمال البلاد عبر الطريق المذكور وعلى مستوى تراب بلدية الرقيبة، باعتباره أقل حركة مقارنة بباقي الطرقات التي تربط الوادي بمدن الشمال. وجاءت هذه العملية بعد معلومات وردت إلى المصالح الأمنية المذكورة، تفيد بوجود شاحنة مشبوهة، حيث قامت مصالح الأمن بنصب كمين على مستوى النقطة الكيلومترية 60، أين جرى توقيف الشاحنة التي كان يقودها شخص في الأربعينيات من عمره، ألقي عليه القبض بعد تفتيش الشاحنة والعثور على حوالي ثلاثين محركا. وعقب ذلك مباشرة، فتحت مصالح الضبطية القضائية تحقيقا في القضية، وماتزال هوية مالك المحركات لم تعرف بعد، ومن المنتظر أن تستمر التحقيقات لكشف باقي الأطراف المتورطة في القضية. وفي سياق ذي صلة بملف التهريب، كشفت ذات المصادر ل “الفجر” أن مصالح الأمن تمكنت أيضا ليلة أمس عبر تراب بلدية أميه ونسة بالوادي من حجز 3300 خرطوشة سجائر أجنبية كانت على متن سيارتين لاذ ركابها بالفرار. واستنادا إلى ذات المصادر فإن مصالح الأمن ترصّدت المهربين على مستوى قرية بنت لمكوشر، حوالي 30 كيلومترا إلى الغرب من مدينة الوادي، والمعروفة بأنها تستخدم من قبل المهربين بسبب موقعها المعزول نسبيا لسيارتين من نوع “أوبل”، وصلتها معلومات تفيد بأنهما تستخدمان لتهريب السجائر، وما أن لمح سائقا السيارتين عناصر الأمن حتى حاولا الهروب عبر مسالك المنطقة المعروفة بوعورتها كونها تقع في صحراء رملية، وكون الوقت كان متأخرا لتشرع مصالح الأمن في مطاردتهم، وبعد فترة غير قصيرة ترك المهربون المركبتين ولاذوا بالفرار بين كثبان صحراء قرية بنت لمكوشر، ليعثر أعوان الأمن على أكثر من 3300 خرطوشة من سجائر أجنية.