سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرباط تهاجم الصحافة الدولية لكشفها جرائمها وإنصافها لمطلب الشعب الصحراوي أوقفت ”الجزيرة ” وانتقدت الصحفيين الإسبان واتهمت وكالة الأنباء الفرنسية بالعمالة للجزائر
يخوض المغرب هذه الأيام حرب مواقع ضد وسائل الإعلام الإقليمية: الإسبانية، الفرنسية، الجزائرية وحتى الموريتانية، التي تناولت التطورات الأخيرة في العيون بموضوعية وكشفت جرائمه في الصحراء الغربية رغم الحصار المضروب على الصحراويين في العيون والسجون المغربية، من خلال مقاطعة وسائل الإعلام الأجنبية التي تنقل معاناة الصحراويين وتعرضهم للقمع من طرف المخزن لإجبارهم على التخلي عن قضيتم وحقهم في التحرر والاستقلال كبقية الشعوب، وذلك من خلال سلسلة من الإجراءات التي استهدفت الإعلاميين، لا تعني سوى المزيد من تكريس عزلة الرباط وتهلهل استراتيجيتها في نزاعها مع الصحراويين، ولا تعني أيضا سوى بطلان ادعاءات الرباط ضد الجزائر، حائط مبكاها، والشرعية الدولية لحق الصحراويين في طريق المصير. فبعد إغلاق مكتب قناة ”الجزيرة” في الرباط الذي نقل صوت الصحراويين وتابع إضراب الناشطة أميناتو حيدر عن الطعام ، عمد المغرب إلى شن حملة مضايقات على الصحفيين الاسبان الذين حاولوا نقل الأحداث الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال المغربية في مخيم اكديم اكزيك، كما اتهم وكالة الأنباء الفرنسية بالعمالة للجزائر. إن تناول الإعلام الاسباني ووكالة الأنباء الفرنسية لقضية عدوان مخيم اكديم اكزيك ونقلهما لبشاعة الهجوم المغربي وقمعه لانتفاضة الصحراويين من أجل الاستقلال والتحرر، كشف مدى عمق وعدالة المطلب الصحراوي في حرية تقرير مصيره ، وذلك لمخالفة كل من الصحافة الاسبانية ووكالة الأنباء الفرنسية للمواقف الرسمية لكل من اسبانيا وفرنسا الداعمة لمقترح الحكم الذاتي الاستعماري المغربي ، كما كشفت موقف الرأي العام في أوربا والمجتمع المدني المساند لحرية واستقلال الشعب الصحراوي. لكن المغرب في رد فعله الاول عمد إلى محاولة إسكات الإعلاميين لطمس آثار جريمته ضد المدنيين الصحراويين فاتجه إلى سياسة المضايقات حيث سحبت وزارة الاتصال المغربية اعتماد صحافي إسباني واتهمته ب ”التحامل والسلوك غير المهني”، وقال بلاغ لوزارة الاتصال المغربية أنها قررت سحب اعتماد لويس ديفيغا أرنانديز، مراسل صحيفة ”أ بي سي” الاسبانية، بعد أن سجلت عليه ”إخلالات مهنية مؤخرا، والسلوك غير المهني الذي دأب عليه”، ذلك أن فرنانديز الذي يعمل منذ اعتماده بالمغرب سنة 2002 يبرز في تقاريره دعمه لمطالب جبهة البوليزاريو باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب ويتبنى في تقاريره أطروحة الشعب الصحراوي المؤيدة لممثله الشرعي جبهة البوليساريو . وسجلت الوزارة المغربية خلال الايام الماضية وفي إطار متابعة الهجوم الدموي التي شهدته مدينة العيون يوم الاثنين الماضي على مخيم اكديم اكزيك سلسلة تصريحات وتقارير للصحافي الاسبان اعتبرتها الرباط ”تنافي الحقيقة وتسيء بشكل واضح للمغرب”، لانه أشار في حديثه إلى ”مجازر يرتكبها المغرب بالصحراء وعن مئات القتلى من الصحراويين”. كما شنت وكالة الأنباء المغربية هجوما عنيفا على وكالة الأنباء الفرنسية وقالت إنها أصبحت ”وكالة أنباء جزائرية معادية للمغرب”، وتتهم الوكالة المغربية وكالة (فرانس برس) بالإساءة إلى المغرب لانها نقلت هجوم العيون وردود الفعل الدولية المنددة به والداعية لدعم حق الصحراويين في الاستقلال. وتأتي هذه الحملة المغربية بعد أسبوعين من تعليق عمل مكتب ”الجزيرة” القطرية بالرباط وسحب الاعتماد من جميع مراسليها بالمغرب على خلفية تغطيتها للمفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب ومساندتها لحق الصحراويين في تقرير مصيرهم بأنفسهم بالإضافة إلى متابعتها لإضراب الحقوقية الصحراوية اميناتو حيدر عن الطعام . للإشارة، كان الرئيس الصحراوي أشار في ندوة صحفية نظمها نهاية الأسبوع بالجزائر إلى لجوء المغرب إلى إخلاء مخيم من الإعلاميين والمراقبين الدوليين وطردهم قبل يوم من الهجوم على مخيم اكديم اكزيك في الظلام الدامس وذلك للتغطية على جرائمه ومحو أي آثار للجريمة قد تنقلها الصحافة الدولية للرأي العام العالمي.