قدم الأطباء المقيمون العاملون على مستوى مصلحة علاج أمراض الأذن، الأنف والحنجرة، التابعة لمستشفى ضرباني بعنابة، نهاية الأسبوع الماضي، على غلق أبواب المصلحة ورفض استقبال المرضى وقد قام الأطباء بتوجيه المرضى إلى رئيس المصلحة، تعبيرا منهم عن تذمرهم من انسداد أفق الحوار مع مسؤولي المستشفى الجامعي لعنابة، وعدم تلقيهم أي رد مقنع بخصوص مطالبهم، التي لخّصوها في نقاط مهنية وبيداغوجية، سبق وأن ضمّنوها في رسالة وجهوها إلى المديرية العامة للمستشفى الجامعي لعنابة، حملت تظلماتهم من تردي ظروف العمل، نقص التأطير والتكوين وكذا سوء معاملة الطاقم الطبي ورئيس المصلحة المذكورة، أثناء أداء مهامهم بالمصلحة الطبية، حسب مضمون رسالتهم. وتدعيما لمسعاهم وللفت انتباه مسؤولي قطاع الصحة اتجاه ظروف العمل التي وصفوها المهينة وغير الصحية، قرر الأطباء البالغ عددهم حوالي خمسة عشر طبيبا، مقاطعة إجراء الامتحانات التي كانت مقررة، معتبرين أن التكوين النظري الجامعي الحالي الذي يتلقونه غير مطابق لمتطلبات مهنتهم. وأشاروا في هذا السياق إلى وضعية التهميش التي يعانونها بالمستشفى، وتفادي رئيس المصلحة والطاقم الطبي اللجوء إلى خبراتهم ومعارفهم للتكفل بالحالات المرضية. وبخصوص التكوين، طرح الأطباء مشكلة نقص المؤطرين في مجال التكوين النظري الذي يتلقونه، والذي تم تمديد مدته، حسب تصريحاتهم، من أربع إلى ست سنوات، من طرف رئيس المصلحة، معتبرين هذا القرار مجحفا وعقابيا في حقهم. ومن جهته، قام رئيس المصلحة بمحاولة إجراء حوار مع الأطباء المعنيين بعقد اجتماع معهم، لدراسة مجمل النقاط المطروحة، إلا أن هذا الاجتماع لم يسفر- حسب إدارة مستشفى ضرباني- عن أية نتيجة، ليبقى قرار حل هذا الخلاف، الذي لا يزال متواصلا منذ شهر، في أيدي المدير العام الجديد للمستشفى الجامعي “ابن رشد”، الذي وجّه فور تعيينه، رسالة إلى جميع العمال والأطباء يدعوهم فيها إلى تغليب مصلحة المرضى على المسائل الثانوية، وانتهاج أسلوب الحوار والتشاور كطريقة لحل المشاكل العالقة، حيث أكد استعداده لاستقبال أي طبيب أو عامل يواجه مشكلة، شريطة قيام كل واحد بدوره وعدم تعريض مصالح المرضى للتهميش. ويعد مستشفى ضرباني بعنابة من أهم المؤسسات الاستشفائية المتخصصة بمنطقة الشرق الجزائري، إذ يستقبل بمصالحه الخاصة بعلاج وجراحة أمراض الأنف والحنجرة، وكذا مصلحته الحيوية لعلاج الأمراض المعدية، المئات من المرضى والمواطنين الذين يقصدون مصالح هذا المستشفى من جميع الولايات المجاورة، إلا أن الكثير منهم لا يجد الاستقبال اللائق، بسبب استمرار الأزمة القائمة بين الأطباء وإدارة المستشفى، الأمر الذي خلّف حالة من التذمر لدى المواطنين، خاصة منهم المرضى كبار السن الذين يتحمّلون مشاق السفر من الولايات المجاورة، ليجدوا أنفسهم أمام أبواب موصدة. وهو الأمر الذي استنكره أهالي المرضى، الذين اعتبروا موقف الأطباء بغير المقبول، مؤكدين ضرورة احترام المرضى وعدم اتخاذهم رهائن لحل خلافات مهنية.